*لقاء العشق*
على شرفة القَدر
و على وقع موسيقى الضّجر
يُشعل العشق غليونه
و يسألني بصوته الشّجين:
كيف ظللتِ لسنين
تنتظرين رسائلي كل مساء
كنَاسِكٍ يتعبّد في محراب الرّجاء
و له يستكين ؟
ألا تسأمين
غَزْل الغَزَل بخيوط الحنين
و جدائل الجُمل التي بها تَستترين
فتبدو كالعرائس الخجلى
من عناق الفساتين؟
إني جئتك اليوم يا سيدتي
ناصحا أمين
حذاري من بحاري الهوجاء
ففيها تغرق مراكب الحالمين
و لا تبحثي عن شاطئ الوفاء
المرشوم بالشرايين
فما عاد يُصدّق هذا الهراء
غير المجانين
هلا أنهيتِ يا سيدتي هذه المأساة
و دفنتِ أصداف الأمنيات
و حيتان الحنين
في رمال النسيان
و غادرتِ ميناء الاشتهاء
و عدتِ إلى فيافي الفناء
حيث لا حلم و لا حَمْل
و لا موت لألف جنين؟
هناك في زمن اللاحب ستولدين
و تكتبين تاريخا جديدا
و تمسحين بدموع كل العاشقين
هذا الفصل الحزين
ها أنا يا سيدتي أستل الوتين
و أسألكِ أن تثأري
لكل من في مدائني صاروا مغتربين
معلّقين على صليب الشّوق
لموعد عشق لا يحين
....
نظرتُ إلى العشق
كطفل حزين
أضاع طائرته الورقية
في ميتم الأفق
و غرزت الوتين
في أعماقي
بشوق العاشق السجين
للتلاقي و العناق
و الموت في أحضان الأماني
و عدتُ إلى أوّل الخلق
كحوّاء الحنين
فكيف لا يَحنّ إلى الأوطانِ
من خُلِق من عشق و طين ؟
د. علياء غربال
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق