الأربعاء، 26 يوليو 2023

لقاء العشق ... بقلم الشاعرة د. علياء غربال

 *لقاء العشق*


على شرفة القَدر

و على وقع موسيقى الضّجر

يُشعل العشق غليونه

و يسألني بصوته الشّجين:

كيف ظللتِ لسنين

تنتظرين رسائلي كل مساء

كنَاسِكٍ يتعبّد في محراب الرّجاء

و له يستكين ؟

ألا تسأمين

غَزْل الغَزَل بخيوط الحنين

و جدائل الجُمل التي بها تَستترين

فتبدو كالعرائس الخجلى

من عناق الفساتين؟

إني جئتك اليوم يا سيدتي

ناصحا أمين

حذاري من بحاري الهوجاء

ففيها تغرق مراكب الحالمين

و لا تبحثي عن شاطئ الوفاء 

المرشوم بالشرايين 

فما عاد يُصدّق هذا الهراء 

غير المجانين

هلا أنهيتِ يا سيدتي هذه المأساة

و دفنتِ أصداف الأمنيات

و حيتان الحنين

في رمال النسيان

و غادرتِ ميناء الاشتهاء

و عدتِ إلى فيافي الفناء

حيث لا حلم و لا حَمْل 

و لا موت لألف جنين؟

هناك في زمن اللاحب ستولدين

و تكتبين تاريخا جديدا

و تمسحين بدموع كل العاشقين

هذا الفصل الحزين

ها أنا يا سيدتي أستل الوتين

و أسألكِ أن تثأري

لكل من في مدائني صاروا مغتربين

معلّقين على صليب الشّوق

لموعد عشق لا يحين

....

نظرتُ إلى العشق

كطفل حزين

أضاع طائرته الورقية 

في ميتم الأفق 

و غرزت الوتين

في أعماقي

بشوق العاشق السجين

 للتلاقي و العناق 

و الموت في أحضان الأماني

و عدتُ إلى أوّل الخلق

كحوّاء الحنين 

فكيف لا يَحنّ إلى الأوطانِ

من خُلِق من عشق و طين ؟

د. علياء غربال

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق