"جفاني النوم"
جَفاني النومُ في الحَرِّ اللَّهيبِ
سَلَوتُ عنهُ بطيفِكَ يا حبيبي
فإن في ثغرِكَ كرزتينِ وخمرٌ
أذهبت لُبَّ الكهلِ اللَّبيبِ
جَبينكِ كاللُّجَينِ صقيلُ أملسُ
يكادُ سناهُ يفتِكُ بالقلوبِ
وفي اللِّحاظِ سُيوفٌ من ضِياءٍ
ولُجّةٌ ونبعٌ دافقٌ بصَبيبِ
لاترتوي العينُ من الرُّنُو إليكِ
حتى تحارَ من الجمالِ العجيبِ
فللأنفِ البديعِ رَونقٌ و بهاءٌ
و تُفاحٌ يانعٌ في الخدودِ رطيبِ
و قدٌّ أهيفٌ كالخيزرانِ يميسُ
كمشيِ أميرةٍ في خَطوٍ مَهيبِ
نَثَرَت بمشيها كلَّ الياسمينِ
وضَوٍَعَت فيه أروقةَ الدروبِ
فإن ضِحِكَت رَقصَ الفؤادُ
وكان لرقصِهِ وقعٌ غريبِ
وكأنما يُخلَقُ من جديدٍ
بحلةِ أبهى وثوبٍ قشيبِ
إذا تبسمَ ثغركِ عادَ الربيعُ
وإذا حكيتِ فشَدوُ العندليبِ
رُضابُكِ صيغَ من عسلٍ مصفّى
سائغٌ طعمهُ مع عطرٍ وطيبِ
حياكِ الله ما زقزقُ العصفورُ
كل شروقِ شمسٍِ وكلَّ مغيبِ
د.ابراهيم نجم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق