تراءت لها شجرةُ حبها
من بعيد ...
فأخذتْ تتهادى بمشيتها
كأنها تحملُ أحزاناً
تنوءُ عن حملها الجبال
توقفتْ فجأةً
حائرة ...
جامدة ...
صمتٌ قاتلْ
و شوقٌ صارخْ
كلَّ الوقتِ
يعبثُ بنبضِها
و ينزفُ بروحِها
النقية ...
الرقيقة كالياسمين
تتلفتُ حائرةً ...
دامعة ...
كأنها على موعدٍ قد فاتَ أوانَهُ
مضى وقتٌ طويلٌ
و هي تنتظرْ
تصارعُ الصمتَ
مع ذاتِها
و أفكارٍ تهذي بجنون
تهزُ أركانها
و تبعثرُها بلا رحمة
ملَّت وجعها
حتى تراءى لها كل شيءٍ سواء
بلا لونٍ ... بلا حياة
نسيت لهفتها
تجهلت نبضها
و تركت أشواقها تحترق
و أخذتْ تلملمُ ذاتها
من مخالبِ الانتظارِ القاتل
حزمتْ حقيبةَ خذلانها
و تركتها تنسابُ مع دموعها
و تغرق
بلا عودة ...
تنهدتْ بعمق
و أخذت تتسكع ببطءٍ مقيت
على رصيفِ الانتظار
لا هي للسير نحو الحبيبِ تريد
فقد اشبعها احتراقا
و لا هي عن الرجوع
يمكن أن تحيد
فينهش الخذلان بأحلامها
دهاقا ...
أمينة علي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق