أنصاف وجوه
*********
قصة قصيرة بقلمي / عادل عبد الرازق
******************************
ظلت تنظر - بحذر وترقّب - إلى جانب وجهي الأيسر ، من بعيد لبعيد ، وأنا أراقبها بحذر وترقب ، من بعيد لبعيد ، نراقب بعضنا البعض ولا نعلاف كيف نفتح باباً واحداً للحديث .
المرآة التي أمام السائق ، تفرّق الصرور وتجمّعها ، تقربها وتبعدها ، بسرعة رهيبة ، عشرات الصور تجتمع وتفترق ، أحياناً أقدر على متابعتها ، وأحياناً أخرى أفشل في ذلك.
بالمقعد الخلفي شاب وفتاة ، لا يكفان عن الحديث ، أفكر ويأكلني الغيظ ، ربما يعرفان بعضهما من سنوات ، ربما علاقة حب قديمة ، ربما يتغلبان على مسافة السفر ، أو ربما هو متطفلّ ويمنعها خجل الأنثى من صدّه.
بعد ساعتين ونصف ، أصبحنا قرب المدينة ، هى صامتة .. ما زالت ، وأنا الآخر ، نكتفي بالمراقبة ، والمقعد الخلفي يضج بالأحاديث ، والضحكات ، والابتسامات .
- الدنيا حرّ جداً النهارده.
أطلقها دون أدنى تفكير ، وكأنها كانت تنتظره بشوق عمره سبعة ألاف سنة ..فقالت : أصل إحنا في يوليو.
إستنشقت عطر أحرفها حرفاً حرفاً ، كانت أحرفها لها رائحة اليود ، مثل البحر ، إرتبكت بعض الشىء ، حاولت أن أجعلها ترى النصف الأيمن من وجهي ، لكني لم أقدر.
صرخت .. لم تسمعني ، نظرت من زجاج السيارة ، الشوارع جميلة ، كل ما فيها ينطق .. ما عدا نحن !!!
الهواء بارد وجميل ، رغم يوليو ، البحر يحاوط كل المدينة ، أنظر نحو وجهها الأيمن ، وتنظر نحو وجهي الأيسر ، أحاول كسر حواجز الصمت ولا أقدر ... ماذا أفعل ؟!!!
وصلنا الأسكندرية ، نزلنا من السيارة ، عانقنا البحر سوياً ، ثم .. سار كل منا إلى وجهته ... دون أن نرى وجوه بعض !!!
*********
قصة قصيرة بقلمي / عادل عبد الرازق
******************************
ظلت تنظر - بحذر وترقّب - إلى جانب وجهي الأيسر ، من بعيد لبعيد ، وأنا أراقبها بحذر وترقب ، من بعيد لبعيد ، نراقب بعضنا البعض ولا نعلاف كيف نفتح باباً واحداً للحديث .
المرآة التي أمام السائق ، تفرّق الصرور وتجمّعها ، تقربها وتبعدها ، بسرعة رهيبة ، عشرات الصور تجتمع وتفترق ، أحياناً أقدر على متابعتها ، وأحياناً أخرى أفشل في ذلك.
بالمقعد الخلفي شاب وفتاة ، لا يكفان عن الحديث ، أفكر ويأكلني الغيظ ، ربما يعرفان بعضهما من سنوات ، ربما علاقة حب قديمة ، ربما يتغلبان على مسافة السفر ، أو ربما هو متطفلّ ويمنعها خجل الأنثى من صدّه.
بعد ساعتين ونصف ، أصبحنا قرب المدينة ، هى صامتة .. ما زالت ، وأنا الآخر ، نكتفي بالمراقبة ، والمقعد الخلفي يضج بالأحاديث ، والضحكات ، والابتسامات .
- الدنيا حرّ جداً النهارده.
أطلقها دون أدنى تفكير ، وكأنها كانت تنتظره بشوق عمره سبعة ألاف سنة ..فقالت : أصل إحنا في يوليو.
إستنشقت عطر أحرفها حرفاً حرفاً ، كانت أحرفها لها رائحة اليود ، مثل البحر ، إرتبكت بعض الشىء ، حاولت أن أجعلها ترى النصف الأيمن من وجهي ، لكني لم أقدر.
صرخت .. لم تسمعني ، نظرت من زجاج السيارة ، الشوارع جميلة ، كل ما فيها ينطق .. ما عدا نحن !!!
الهواء بارد وجميل ، رغم يوليو ، البحر يحاوط كل المدينة ، أنظر نحو وجهها الأيمن ، وتنظر نحو وجهي الأيسر ، أحاول كسر حواجز الصمت ولا أقدر ... ماذا أفعل ؟!!!
وصلنا الأسكندرية ، نزلنا من السيارة ، عانقنا البحر سوياً ، ثم .. سار كل منا إلى وجهته ... دون أن نرى وجوه بعض !!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق