معارضة قصيدة ابن زيدون
أضحى التنائي
.......................
أمسى التجافي بديلا عن تلاقينا
وناب عن طيب لقيانا تنائينا
حدا بكم بدرب الهجر حاديكم
وحدا بنا بدرب البين حادينا
ألا ياسرور الأمس غادرنا
فعادت اليوم ذكراه لتبكينا
يا من اغاضوا عدانا بقربهم
وها قد افرحو فينا اعادينا
فما جفت لنا الخدود بعدهم
على الدوام تسقيها ماقينا
صرنا نسامر ليلنا ارقاً
فما كنا لنسلو و لا شيء يسلينا
وقد كنا نسقى زلالكم غدقاً
فصار الدهر مر الزؤئام يسقينا
وأمسى ليلنا بهيم غاسقٌ
وكانت تزهو بكم بيضا ليالينا
ألا بعداً لنسيم البعد ازكمنا
وكنا نشم بكم عطر الرياحينا
يا أيها الدهر وكنت فطمتنا
فهل لنا فيك من صبر يواسينا
نغفو على أعتاب ذكراهم
حشوَ الوسائد جمرا فيكوينا
قد نامت الجراح على الجراح صبرا
وكان امضها جرح الشامتينا
كئيب ليلنا بصيص النور غادره
وقد كنتم قناديل اماسينا
وما كدنا نحصد غلال أمنية
في مهب الريح قد ضاعت أمانينا
كانت وإياكم الحاننا فرحاً
فصار لحن الاسى لحن أغانينا
تفانينا بحبكم حد التفاني
حتى لكاد وجد الشوق يفنينا
أبينا أن نصالح الزمان بعدكم
فليس غير جميل الوصل يرضينا
صرنا نعاني بعد فقدكم حرقا
قطّْ ما كان نغْصُ الحياة يعنينا
بغى علينا الدهر حين ابعدكم
كأنَّ الدهر بثارٍ كان يبغينا
تمادينا بحبكم حد التمادي
وقد حصدنا ها اشواك تمادينا
كدنا نموت بالغرام صبابة
رشفنا الوجد من فيض تصابينا
وحالت أيامنا بعدكم كدراً
على مضضٍ نطويها وتطوينا
خيالكم ما كان يبرح حنايانا
وقد كان الوفاء في شرعنا دينا
وكنا في سويد القلب نرعاكم
ونحن الآن نرجو من يراعينا
وبانت الدار بيننا بونا بعيدا
فلا نسيم يمر ولا البشير ياتينا
نصارع وجدنا صبرا فصبرا
فاوشك أن يدور بالنعي ناعينا
ولم نشغف بروض غير روضكم
وسيف قهرٍ عن الروض يجلينا
قد كنتم أرضا نعيش غرامها
لطالما امات الغرام المغرمينا
ما تم بهيج العمر في لقائكم
ولا حصدنا سنابله تمنينا
وصرنا نرثي الحال بعدمكم
على الاطلال نكتبها مراثينا
علي جابر الكريطي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق