مرحلة التقاعد ..
وضعية التقاعد لم تعد كما كانت في السنين الخوالي . خريف عمر . وانهيار بدن سقيم . وغروب ذاكرة مبللة المسارات . كثيفة الترسبات ثقيلة الإدراك . التقاعد في هذا الزمن أصبح باب شاسعة مترعة الآفاق تزغرد حرية العصافير التي حسمت معركة الضوء لتكسر أقفاص الرماد .
والزمن العربي على رواسبه المتراكمة من عفن الذهنيات . على تواطئ علل الانسداد . في سجن كبير يتباهى بإحصائياته من كذا أرقام جافة لا تقدم ولا تؤخر شيئا في لياقة الإنسان ولباقة فكره وقيمة وجوده .
في هذا الزمن المتصلب في قلوب عرب التولي . يكون التقاعد بدعا من ريح غناء تلامس طيب العصافير التي تستنشق صباحاتها المفعة بأريج مطلق المدى .
في غناء التقاعد تتلألئ من هذيان الشلال عذوبة الحياة التي تنام على فردوس الحلم المقموع . فتجيئ أعياد عميقة الخضرة . تشرق شموسها حرية بحر يهيم بعطر الجنوح انتشاء العمر الذي يصنع رغيفه المعتق النور .
ههنا ظل يتيه بنا . خلوف بوح . ونطاق نسيم . وعشب شعر . وعسل تحدي . نراوغ أفكار الممنوعات ونساير خطى الأجيال .نتشعب في هتاف حرية رحيقنا الشهي .
فلم يعد للتقاعد أسماله المرقعة الذكريات . إنه ثوب الرؤى من فلسفة الحياة لتعيش الفكرة من بركان كبت ناصبنا حممه وحش العرب الذي يشغل جغرافية فراغنا.
ألا فليفرح المتقاعدون بنصر الصباح يفيض شعل الحرية إتقاد الجنون من جوهر قلوبنا التي تنبض حرية الشمول أبد الذهول .
محمد محجوبي
الجزائر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق