السبت، 6 نوفمبر 2021

وداعاً ياشام ... بقلم الشاعر حميد الطائي

 وداعاً ياشام


أبكيك يا شام وكلي ضجرُ

تباً إذا ما خانك يوماً القدرُ


مَن منا لا يعشقكِ مغرماً عاشقاً

ويذوب في عشقكِ كل العمرُ


كم من الأيام مضت وعهدنا

كعاصفة برق ورعد ومطرُ


فداك الكونُ ياشام ومهجتي

وكل الكون بكِ  يحج ويعتمرُ


لا تستقيم الصلاة إلا بأرضكِ

ومن أجلكِ صلاةالشفع والوترُ


القرنفل والياسمين في محرابكِ

يتدلى جمالاً ومنه العطر ينتشرُ


وذاك الأمويُّ في رحابك شامخٌ

والعاصي بعذبه يفيض ويفتخرُ


كل فاكهة لا تؤكلُ إلا من أرضٍ 

وأنتِ بكِ حتى الصفصاف يثمرُ


الحجيج يطوف كل سنة بمكةٍ

وأنت كل يوم بك يطوف البشرُ


القرنفل بكِ يفوح شذا عطره

وشذاه حبيبتي أنتِ والقمرُ


ياسمينةٌ أنتِ وماأجمل الأسم

من أجلكِ خطت حروف وصورُ


أنتِ يا قبلة الأمم كلها شغفاً

تسجد بمحرابك العبّاد وتنذرُ


أنتِ ضياء الله ضحكتكِ والحيا

من أجلكِ صلى  ويسجد القمرُ


أنت لسحرك ينحني  العالم كلهُ

وفيكِ كل أعمى  يقرأُ ويبصرُ


من زاركِ أبى يفارقكِ راحلاً

وينتَشي القرنفلَ ويطيبَ العطرُ


دعيني أعانقكِ كل صباح بنشوة

وبقبلاتك نخيل العراق يفتخرُ


أنتِ العْشقَ ومنارة الحب وسكْرَتي

أعشقكِ  الى يوم المنادي والحَشرُ


من يعشقكِ يذوب سحرا

وفي جمالك نطق أبكمٌ وحجرُ


كَيفَ لاأموتَ متيماً بهواكِ

وحتى بالموت أليكِ أطيل النظرُ


كلَّ مسافر يعود إلى بيتهِ

إلا أنا بكِ أقمت  بالسفرُ


وكل مخطيء يعتذر خجلاً

إلا أنا كل لحظة منك أعتذرُ


بكيتُ لفراقكِ لوعة وأشتياقٌ

وألوذ بكِ فرِحاً كطيراً من المطرُ


خُذي قلبي وماشئتي مِن جَسدي

خذي رئتي وأنفاسي والأبهرُ


حميد الطائي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق