قصة قصيرة
الكوثر و شطآن حليمة
في برهة من الزمن كانت حليمة التي تحلم بالنور بعد أن أنهكها المحاق الداكن الرابض في منتصف الحواس والتي
شحذ الجوع مخالبه فيما بقي منها .
في مقتبل الترقب جاءت الى عرين الحج تحمل أمتعة الإمنيات في جوقة السراب عبر مناخ اللهاث تبحث عن كسرة أمل في فخامة مكة .
الوقت جلاد لابد أن تسرع لتقطف حزمة ضوء من مجاهل السماء علّها تُعوض خسائر المنازلة المحتدمة مع الجشوبة .
زخات القلق ترتطم على ملامحها حين أدركت أن غيرها من المرضعات من أترابها قطف ثمار المصاهرة بين كبار القرم .
في زحام اللغة تلعثم الصوت المتهدج على شفير فمها اليابس .إستفزها اليأس بعد أن إمتصها الإنتظار وإغتالها الترقب الى أن أفاقها أنين الدموع التي تستلقي كحلزون دبق ذا شوق نباتي يتسكع عند أطراف تنهداتها .
وفي هذه الأثناء الشاردة الصمت لاح عطر عابر الذبذبات يحتجز الدهشة في عينيها أحضروا لها طفل تخلع الهيبة رداءها في ضوء فتنته أدركت أمامه أنها إمرأة طاعنة الجفاف وهو زلال يانع الشرب
صار يتهللها إعتطاشها فيه فتحت ذراعيها كزنبقة تغازل الندى لاح منها إبتسامة كولع خفي لإنها تخشى الفرح المعلن لذلك لظمت روحها فيه وهي تهمس :
أنا بإنتظار أن تحسم شفاهك الطاهرة أمري بإبتسامة .شغفها تمغطه في حجرها أغرقها فيه كقطعة سكر في عصمة الذوبان أدركت أنه زغب السماء الخصب بعدها أرخى عينيه الداعجتين ليضرب الطيف الأزلي ويسدل ذراعيه حول معصمها وتخشع عند ذلك محنتها بالبهجة .
هتفت: وأخيراً سأشهد رفرفة عصفوري وأسمع نعاس جفنيك .ها أنا أتصابى سلاماً لوجهك العذري
إنصرفت ولسان حالها يقول
ياسيد العطاء هاهي نواعير السقي تنهض خلف الجسد الناحل والفرات القاطن التشبث يقوده البهاء الى معقل النعمة
ياسيد النور بك أُغالب الظلام
أيها الرحيق المُصفى بك يطيب الطعام
بك غام الطريق وإخضل الدرب
ياسدرة القلب أيها المورق كمشكاة النور حان الآن موعد النبوءة إرفع مناغاتك بالرنيم فقد لاح في محياك السلام.
أسعفها أن تكون مرضعته لذلك سألت عن إسمه قيل لها (محمد) أثار هذا الإسم فيها نوبات الإرتجاف أحست ببرودة الطمأنينة بعد أن در جسدها المنهك بلبن تداعت له اليبوسة .
عطوف أنت ياولدي حين نفضت عني العسر لتشعل فيّ فتيل اليسر
مباركٌ أنت ياولدي حين أنقذتني من سبات اللامبالات
لذلك صرت أتنفس أحرفك خفية حين يبرق إسمك في شرايين القلب
يومها أدركتُ أنه كل شيء كان يشير الى أنك ستأتي معتلياً صهوة الوحي
يقظان علوان السيد حمد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق