( العَرَّاف )
ذَهَبَت لِكوخِهِ ... تَشكو لَهُ هَمٌَها
بنٌَها أحَبَّت فارِساً لكِنَّهُ خانَها
شَرَحَت مُفَصٌَلاً لِلكاهِنِ أمرَها
كَم أخلَصَت في حُبِّها… لكِنَّهُ بالغَدرِ قابَلَها
قالَت لَهُ ... يا سَيِّدي العَرَّاف… كَيفَ أستَعيدَهُ حُلُمي?
وقَد سَقى من حُبَّهُ مُهجَتي
وعِندَما أورَفَت ظِلالَها ... خانَها
بَعدَما أورَقَت أغصانَها ... وخَيَّمَت في مُقلَتي أطيافَها
ياسَيِّدي العَرَّاف … كَيفَ أعيدهُ … دُلٌَني
وَضَعَت رَأسَها بَينَ اليَدَين ... وإستَعبَرَت
والدُموع ... في رِمشِها لَمَعَت
نَظَرَ الكاهِنُ ( العَرٌَاف ) في سَحابَةٍ البَخور
وَقالَ في بَعضِ الفُتور … بِصَوتِهِ ذاكَ الوَقور
إسمَعي يا إبنَتي ... ماذا تَقول ... حِكمَتي
فالتاسُ أرواحها مَعادِنُُ ... أحجار
لا تَنسَجِم ... أو تَلتَئِم إن هِيَ تَنافَرَت َ ...
هَل تَلتَقي المِياهُ مَع لَهيبِ النار ؟
أو يَلتَقي الهُدوء والإعصار ?
والعَمارُ ... مَعَ الدَمار ?
لا تَرتَقي روحَكِ ... بِصُحبَةِ فارِسٍ يَعبدُ الدينار
و مَن تَهيمُ روحَها فَوقَ الجِنان
وَتَنظُمُ في حُبٌِها الأشعار
هَل تَلتَقي بِفارِسٍ … إحساسهُ باردُُ مُنهار ?
هَل يَستَوي لَيلنا والعَتمَةُ ... و نورُهُ هذا النَهار ?
يا إبنَتي هذِهِ حِكمَتي
لا تَسبَحي في عَكسِهِ التَيٌَار
فَغَداً يُشرِقُ في قَلبِكِ ضَوءُ النَهار ... تُشرِقُ الأنوار
وَفِّري يا غادَتي دَمعَكِ المِدرار
وإعشَقي فارِساً يُناسِبُ طَبعَكِ
تَرتَضيهِ ... بِكُلِّ أطوارِهِ
والفارِسُ الغَدَّارُ يا لَيتَكِ تَرفضيه
وتُسدِلي من خَلفِهِ الأستار
فلا خَيارَ لَكِ … لا خَيار
تَنَهَّدَت … لِدَمعِها مَسَحَت
قالَت ... أرَحتَني يا سَيٌِدي ولِلهُدى أرشَدتَني
عَلٌَمتَني لِفارِسي أختار
ذاكَ الذي يُنشِدُ و روحِيَ الأشعار
بقلمي
المحامي عبد الكريم الصوفي
اللاذقية ..... سورية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق