((شقيقة الروح))
إن النساء تداوي القلب والكمدا
لولا دواهن غاب النور ما قصدا
فشاء ربي بأن يأتيننا زمرا
وكانت الأم فيها خير من عهدا
تسامر الليل إن كان ابنها سقما
وتلعق الصاب صبرا كلما وردا
أقصوصة من رحيق الليل تقطفها
ليرجع النوم طفلا كلما ابتعدا
تلك الأمومة تجري في دم امرأة
ما إن تنادي تذيب القلب والكبدا
فكل أنثى غدت في قومها امرأة
أضحت تثقف جيلا للعلى صعدا
وكل بعل أتاه الله منزلة
بالأمسِ كان بأكنافِ النساء ولدا
فليعدل الخلق في حق النساء فقد
ساوى إله البرايا بينهم وهدى
هن الحنان إذا ما هدنا نكدٌ
أقبلن يمسحن عن أرواحنا النكدا
لو لم تجئ لن نرى في العيش مكرمة
ولن تُحلي دمشق الماء أو بردى
ولن تكون فلسطينٌ محرمة
على اليهود فبات القدس مضطهدا
ولن يهمّ حبيب الله يوسف إذ
جاءت اليه نساء تطرق الجسدا
ولن تنزل ايآت تبرهن ما
كيد النساء لصم الطفل وانعقدا
ولن تعود شبابا بعدما انقلبت
عليه كي تبصر الضوء الذي ولدا
كيد النساء جوىً يأتي ومكرمة
والكيد أن كان عشقا فلنكن شهدا
فأن حظيت بأنثى كن لها سندا
لا أن تصير لها ذئبا ولا أسدا
ولا تكن فوقها في ظلمها بطلا
ولا تزد أمرها ضيقا ولا كمدا
فكن شغوفا عطوفا مقسطا مرحا
والحب رخو فإن عنفتها كسدا
تلك النساء قوارير فإن كُسرت
قلوبها أصبحت للعابرين مدى
فهن يا صاحبي الدنيا برمتها
ننال من وحيها الترياق لا الزبدا
وهن في هذه الدنيا ملائكة
مثل الغزالات فاترك خلفك الحسدا
ما زال يعصرني شوق لفاتنة
وكل يوم أنادي باسمها بددا
فإن أراها يزيد الشوق لوعته
وإن توارت يصير القلب متقدا
فلي بكلتا يديها الآن أغنية
فمن سيعزف في محرابها وددا؟
يا آخر الفاتنات السمر مغفرة
قد صرت دونك بين الناس لا أحدا.
سعيد الفريس