الأحد، 22 أبريل 2018

غرباء .... الشاعر .د.صالح الكبيسي ....

أشد الغربة إيلاماً .. أنْ تكون غريباً في وطنك
فإلى المغتربين في أوطانهم

غرباء
ذابوا ببابكَ لوعةً وعناقا
لمّا قضتْ كفُّ الفِراقِ فِراقا

هاموا عطاشى يطلبونكَ بعدما
أسقيتهم كأسَ الغرام دهاقا

مرّوا على رمل الفؤاد عشيةً
واستودعوا قلبَ الخُطا أشواقا

قَدَّ الحنينُ إليك ثوبَ صباحهم
فانْداحت الظلماتُ منه دفاقا

هُمْ أدمنوك .. وكنتَ أولَ زرعهم
فَعلامَ تُشبعُ عودَهم إحراقا

أفكلّما طوقْتَهم بجراحهم
حنّوا اليكَ وكسّروا الأطواقا !

حتى اذا جاؤوك يوسفُ قلبهم
القى القميص وقبّل الاحداقا

من طينة الوجع القديم وجوههم
والدمع ينحت بؤسهم اعذاقا

وعلى الجفون رستْ سحائب وجدهم
زخّتْ على شجر اللقا إشراقا

ولئن ذكرت بقربهم لاسّاقطتْ
قبل الخريف قلوبهم اوراقا

كانوا اذا ذرفتْ عيونك دمعةً
خاضتْ أكفُّهمُ اليكَ سِباقا

كانوا اذا هبَّ النسيم تذكروا
أيام دجلة وارتمَوا عُشّاقا

قدْ كنتَ سيد حُلْمِهم يا حُلْمَهم
أتُراكَ تبصرُ في العراق عِراقا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق