الأحد، 22 أبريل 2018

طقوس شاذة .... الشاعر فواز عمر ....

(طقوس شاذة)

كالذي جعل من نصبه التذكاري رباً للفجيعة
كالذي يمضغ الملح
ويسقط في بئر الغيب
ويستحم بمياه العناق الوجيعة
لا سقف لصوت نبضي
غبار اللذة يلتهمني
أستنشقتْ كل غبار اليأس
 رئتي القطيعة
مترع انا بالتيه
عاقر التفاؤل
غسلت جنازة الأمل بالماء الثقيل
قبل هبوب رياح الفتك الصريعة
شربت شهوة الفضيحة
فأستيقظ في دمي عشب الخدر
المثير للرغبة الوضيعة
غربلت الوقت من المعاني
مستخدماً حبر الجنة الطازج
ذو الألوان البديعة
كالذي يطهي الكلمات ولا تنضج
حتى أصبحت كل الحروف مائلة
إلا ألف الله
في بدايات السماء الوسيعة
ياسماء الله الرفيعة
قلبي عار
إلا من صدأ الأيام المضيعة
يداي فارغتان
إلا من حزمة البكاء
تيممت بالماء الفادح النحيب
تبرأت من الذنوب الشنيعة
كالذي يموت يافعاً
وهو يمارس طقوس الرهبنة الوديعة
فلما يلاحقني الخالق والمخلوق
من القماط
حتى ولادة اليأس
حتى عتمة القبر الفظيعة؟
كأنني الوحيد الذي
 عصيت
خالفت
ضربت عرض الحائط
كل قوانين الشريعة
كأنني الوحيد
الملطخ بالإثم والخطيئة
كأنني الشحاذ الوحيد
على أبواب الجنة المنيعة
كأنني الوحيد
في قطيع ذئاب الشهوة المريعة.
كأنني قمت من مأتمي متمرداً
تلاعبت بعفة التاريخ
كفرت بكل المقدسات المطيعة
ومسحت خط الاستواء
حذفت الفصول
وانتهكت عرض جغرافيا الطبيعة.

Fewaz Omer

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق