الأربعاء، 20 مايو 2020

أبجديات التقوى....أيمن غنيم

أبجديات التقوي 
في رمضان 
لأيمن غنيم 
اللقاء ٢٨

يقول الله تعالى فى كتابه العزيز
«وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمه » 

نعم هو الإخلاص 

والتى تتجدد به المعانى  وتتوج الأعمال بالتفانى
فكم من عامل وعابد وناسك ومصلى لم يكن نصيبه من عمله وصلاته ونسكه إلا التباهى.
فالإخلاص فى العمل والإقدام هما الفارق مابين مجد ومرائى.
فالحمد والثناء  فى الإخلاص والذم والبغض فى الرياء
لذا إن أردت دين ودنيا فأعزم نية الإخلاص وتزود بمعين من عطاء يزخر بالتسامى .
ولا تقدم على طاعة خالية من قناعة ونية هى لله والإ ستفنى ويبقى لك وجه القبح وسم الأفاعى .
نعم
إن  الإخلاص من الأعمال التى تنطوى داخل النفس المغلولقة على الذات البشريه ولم يكن يعرف مدى مصدقيتها سوى الله عز وجل فى إدراك ما إذا كانت خالصة لوجهه أم هى للتباهى والتفاخر أو كانت داحضة باطلة لا يراد بها سوى سمعة بالية أو شهرة زائلةوبالتالى فهى أعظم الفضائل فى كونها الدافع والباعث للعمل الدؤوب .والإصرار وإحساس الأثره وقتل الخصال الذميمه بداخل الإنسان من طمع وإنتفاع ورؤية الذات وفقط

فإذا أردت الحياة .بكل مافيها من فضائل وكل مافيها من قيم وكل مافيها من جمال إروى ظمائك وعطشك بهذه الفضيلة
وجدد عزيمتك ونيتك بها
 كي تكون أعمالك متوجة بالرضا من الله 
وكى تكون أهدافك ساميه لإدراك فيما وراء مفهوم العبادات والأعمال الصالحات 
وكى تكون من هم أصلح  الناس للناس وتدعو لما ينفع الناس فى مقولة او فى فعل أو تعامل أو قيمة أو جاه .

نعم لأنه بدون الإخلاص ،
هلكت أعمالنا وهلكت أرصدتنا وأصبحنا مفلسين لا عمل ولا قبمه ولا أجر .
نعم فقد قال صلى الله عليه وسلم .
«أخلص دينك يكفك العمل القليل» 
وقال أيضا 
«من فارق الدنيا على الاخلاص لله وحده لا شريك له وأقام الصلاة وأتى الزكاه فارقها والله عنه راض»
 صدقت حبيبى يامحمد 

والاخلاص كالشمس الساطعة فى النفس إذ أنها تنير ثنايهاوتبعث فيها الحياه وتشرق على فضائلها 
وشيئا فشيئا تجعلها كلها لله وفى الله تمضى

لأن وازع الخير يتغلغل فى النفس البشرية وتعتاده سلوكها 
وتهواه ميولها وتأنس به فى وحدتها وتجوب فى عوالمها حتى يصير الخير فيها هو الوجه الناصع واللون البراق الذى تنكسر عنده كل الأضواء المعتمة فى النفس وتموت وتنتحب الأطماع والأنانية وتندثر عندها الأنفه والكبرياء 
وتنخلع الآهات من الصدر والقلق والحيرة والتخبط من الفكر الحائر لأن اخلص لله.

فيامن تقدم على خير لأجل الخير وأجل صلاح الإنسان والبشرية ولرضا الله واهتداءا برسوله هلم وأقبل 
ويامن تنتوى بعملك المزدان تكلفا  وكلمتك البراقة وحديثك المنمق وروعة أدائك  تبغي عرض الدنيا وبغيه الشهرة وطمعا فى قيل أو قال فأغرب وأدبر.

إننا بحاجة لتلك المعانى النبيلة وخاصة فى وقتنا الراهن .
الذى ننعى فيه مرؤتنا وشهامتنا  التى  باتت تعلن عن فرقعات إعلامية كاذبة، وباتت تجوب كل تصرفاتنا الظاهرية وهى فى الحقيقة خاوية من الصدق وخاوية من الإخلاص
وهاهى تتهاوى شيئا فشيئا .لأنه ليس لأساسها من قرار . وليس لها جوهر مفعم ينم عن إيمان بما نصنع 
هذا الوقت 
الذى أضحى الاأجرب أبهى الناس تملقا 
وأضحى السفيه والروبيضه من أفصح الناس جهلا وإنتفاعا 
وصار الضعيف الأهوج والخاوى من الصدق هو الأعتى والأقوى بماله
وكأن الدنيا خويت من أبطال وخويت من نصره  حقيقية وخويت من كل القيم وبقيت قيمة المادة والنفعية وكفى
 
هيا بنا نثور ونتمرد على أنفسنا البائسة بالإخلاص مع الله .
هيا بنا نقدم على عمل وبإصرار على الخير وبعزيمة ضد الشر يكن ثواب الدنيا والآخرة.

وهيا بنا نجدد نيتنا بالخير وللخير ونتزود بالطاعة لله يكن خيرنا وخير مجتمعنا ويكن خير أمتنا.

نعم  إن الإخلاص هو المخرج من تلك المحن وتلك الذلات المقحفة والتى تهدد حياتنا 
وإن لم يكن الإخلاص عهدنا وطريقنا المنشود وفلسفة هى أدعى للرقى والإرتقاء .
تكن الخساره وتكن النهاية. وإعلم أن بيدك أنت زمام نفسك وبيدك أنت صلاحها وطلاحها.
فقط قم وجاهدها .
وبالإخلاص جملها
وبالعزيمة والإيمان زودها
وأرقب فيها الشر وهذبها 
وأمعن فيها الخير وأطلقها 
حتما ستلقى فيها الحياة
 حتما ستلقى بها الله
فيقول تعالى فى محكم التنزيل .
«فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولايشرك بعباده ربه أحدا » صدق الله العظيم .
 بقلم أيمن غنيم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق