قصة قصيرة (صرخة)
امتلئ بفيض من غضب
اغمض عيناي لا اريد ان اراني ألمحني أتناثر أسقط من فوق جبل شاهق أتردد صرخات تجوب أنحائي تصطدم بنهاياتي ثم تعود صدي يفترسني ينهش مني بعض الاماكن المختبئة المتوارية خجلا
بعد مشادة ليست الاولي أيقن الأب أن لافائدة من أمر كان قد عزم علي إتخاذ قرار بشأنه إنه يشعر بالبرد وبالغثيان معا نظر الي أركان البيت الذي قضي فيه طفولته وشبابه وعاش فيه مع زوجته رحمها الله
بعد أن انجبت له إبنه الوحيد الآن يتغير وجه يصمت يتوقف عن التنفس ثم يزفر بشدة
نعم اري دموع تترقرق في مقلتيه تتجمع تصاحب بعضها بعضا ثم تفترق وتنحدر علي وجنتيه
عاق هو رددها مرارا
وتساءل هل إبني عاق من اي
شيئ تكون من حقد من قطع عفنة لم يكتفي برفع صوته بل تهجم لمس مني الكتف أشار بيديه يهدد تخاذلت سنوات عمري تقهقرت شعرت بمرور الزمن وفجوة من ضعف انه السن
انه يستغل ضعفي
من يكون هذا الكائن المتبجح يفرغ قلبي من حبه تتقطع نياط قلبي تتمزق حزنا اعتبرته كالمرض المزمن يجب التعايش معه نعم لمس مني الكتف
كم حملته علي هذا الكتف
تجول في عيناي لمس ضعفي كم رأي الدنيا وعالمه من خلال عيناي
صد بيديه يدي ونظر إلي تلعثم فمي كنت التقط من فمه بقايا لقيمات اضعها فيه وقت عجزه وهو صغير والتهمها انا لا أشمئز
من فم ابني كنت اردد ذلك استعرض حضني وقلبي المتسارعة نبضاته لم يلفت نظره كم احتضنته
يوما هرولت به الي الطبيب ظننت يومها أنه إبتلع عملة نقدية توقف نفسي
تصبب عرقي ارتعشت قدماي تسمر ناظري علي وجهه انا ابوه انه ابني
وجدت العملة في يده لم تترجل الي معدته كان ضاحكا من خوفي عليه
أراه اليوم ضاحكا من خوفي منه
كنت عزمت ان يكمل حياته معي هذا كان القرار الذي وئد الآن سيغادر هذا البيت انه عاق أنه لاشيئ لاينتمي الي
ولا انتمي إليه
كان كل شيئ صامت
عالية صوت دقات ساعة الحائط تعلن مرور الزمن
مازال يمر ومازالت الايام تجمع وتطرح
مازال للكون رب ومازالت القلوب بين يديه يقلبها كيفما يشاء
حكمته سارية في الكون
وعنده الجزاء
طارق
السبت، 3 أغسطس 2019
صرخة.........طارق على حسن
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق