سِلْفةُ الجنَّة
يزورُ قلبيْ بلاديْ في النوى حلُماً
لم يستطعْ لمسَ تُرْبٍ بالندى نزَفا
شَددْتُ أنياطَ قلبيْ في خريطتِها
ورحتُ أعزِفُ نارَ الوجدِ مُختلِفا
استرجِعُ الذكرياتِ البيضَ عابقةً
وأستقي من تراتيل ِ الصدى رُشَفا
ذوَّبتُ فوقَ هوى الأوتارِ خافقتي
والنّورَ والظِلَّ والأشواقَ والسعَفا
يا روحُ ما ليْ وطيراً كلما ذُكِرَتْ
بالوردِ قافيةٌ فوقَ الضلوعِ غفا ؟!
طحنتُ عوديَ بعدَ الموتِ أدوِيةً
لكلِّ هاوٍ تُعاني روحهُ التَّلفا
وما عرَفتُ فتىً بالحبِّ مُزدهِراً
من جنّةِ اللهِ قبلَ البعثِ مُستلِفا . !!
مازالَ يرسِمُ كالأطفالِ دائرةً
ويسبقُ الريحَ عندَ العصْفِ مُنعَطفا
وتنزِلُ البهَجاتُ الزرقُ شاطئَهُ
بكلِّ غَرفةِ موجٍ حاملاً صَدفا
لهُ البداياتُ مذْ بانت نهايتُها
ويحملُ الياءَ في كِتْفيْهِ والألِفا
بانت بخُضرِ سماءِ الوجدِ نجمتهُ
ومن مزيجِ سنى كرميْهِما رَعفا
وكلما الليلُ نادى في المُنى قمراً
رشَّ النجومَ على جَفنيهِ وازدلَفا
شابت على زهرةِ الأغصانِ أنملُه
وظلَّ بالقُبلةِ الحمراءِ مُحترِفا
ينامُ ليلتَهُ والبدرُ مُحتلِمٌ
وجنبَهُ الحرفُ مُستلْقٍ كما ألِفا
ما شاعرٌ في الدجى يرتادُ دمعتَه
من وسْطِ بيتِ قوافي الشِعرِ قد خُطِفا ؟!
زارَ الفراشَ فراشاً فوقَ أُغنيةٍ
ولم يزلْ لجمالِ الوردِ مُقترِفا
والهائماتُ رَضِيْنَ الجمرَ أوردةً
فما رأيْنَ بوجهِ العاشقِ الكلَفا
وحينَ ناعورةٌ يوماً بهِ وقفت
ألقى عليها رذاذَ الروحِ وانصرفا .
محمد علي الشعار
١-٧-٢٠١٩
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق