الثلاثاء، 5 نوفمبر 2024

أحمر فاقع ..... بقلم الشاعر اسماعيل آلمير حسين

 أحمر فاقع


في ليلٍ يضجُّ بألوان النيون،

رأيتُها،

تُشعّ كقنديلٍ في الريح،

فستانُها أحمرٌ فاقعٌ،

كصرخةِ الوردِ في وجهِ الصقيع.


كنتُ هناك،

رجلٌ يمضغُ صمتَه،

ويحلمُ برقصةٍ تُعيد ترتيب الفوضى

في قلبه.


الضوءُ يرقصُ حولنا،

وأنا أراقبُها،

تحملُ الليلَ على كتفيها

كالحرير،

فكان الأحمرُ لها نداءً

وللحضورِ نشيداً.


قلتُ لنفسي:

يا أنتَ،

هذا الليلُ لكَ!

والموسيقى تُشعلُ أنينَ الجسد،

فماذا تنتظر؟


رفعتُ يدي نحو السماء،

أشرتُ للديجي:

"زوربا، أيها المجنون،

امنحني رقصةً تُعيد للحياةِ نَبضَها".


وصعدتُ إلى البيست،

قلبي يدقُّ كطبلٍ في كرنفالٍ قديم،

قدماي ترقصان كطيرٍ تحرَّر من قيودِه،

والعالمُ يصفقُ،

لكنَّ عينيَّ لم تغادرا وجهها.


كانت تراقبني،

ابتسامتها كقمرٍ ينشقُّ من قلبِ الليل،

عينُها تقول لي:

"أنتَ لستَ كغيرِهم،

أنتَ لحنٌ منسيٌّ يعزفُ على أوتارِ الروح".


وبينما تدورُ الأرضُ تحت أقدامي،

وتتمايلُ النجومُ كراقصاتٍ في ليلةِ فرح،

اقتربتُ منها،

أهديتُها روحي في رقصة،

وأعطتني ابتسامةً

بأحمرٍ فاقع،

لا ينطفئ.


اسماعيل آلمير حسين

بيروت 

الثلاثاء 5 نوفمبر 2024

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق