* أرهقني الغياب
كلّما أرهقني الغياب
خلع اللّيل دفأه
واستوطن بردٌ عظمي
كلّما عاندتني فوضى الوحشة
ولم يغرّد طائر الكروان
وتلبّدت أطيافه
أفكّ عزلتي
أغادر معتكفي
اتطلّع بعينَي نسر إلى ما حولي
وبيدي حزمة من شمسِ
أنهمر غيمة كثيفة على كتف الرّيح
أروي ظمأ من تاق للحنين
قيل ؛ يجوز لعاشق أن يتحامق
فيخفض أجنحة المحبّة
يقال ؛ لا تستحضروا ما مضى
إنّ الوجع قاتل ، قتّال ...
يرابط قلب آمن بشريعة التّحدّي على
مشارف الغياب
لا يخاف الانتحار من أعاليها
أعلن افتتاح كلِّ المواسم
أعطّر النّهار ، وبلا استحياء
أعبّد طريق اللّيل لقلم حاف
وأعتني بفضفضة المساء
كي نبلغ بشائر الفجر بلا عناء
أهديك جداولَ دمعي
وكثيرا من دعائي ، يحصّنك
فلا تكون كالذي سكن السّماء
آه... !!!
من تعب لا يشفق عن روح يسكنها أمر
عظيم ، يرهقها ... !!
آه ... !!!
من لحظة جثت فيها روح على ركبتيها !!
أرسم فصلا من عذابات امرأة طالها الضّجر
حاصرتها لامبالاة أدمت معصميها !!
أقسمت بنبضٍ ونبضٍ
وبألف كانت البدءَ
وكافٍ منتهى ما سُبك من قول
والذي خلق البيان وزاده هالةً من سحرِ
إنّ ريح الذّكرى تخترقني بلا إذن
أقوّس حرفي ،
تحصي مرآتي سنواتِ التّيه بين ضباب
سراب أدمن الزّحف
ورسائل محتها أمواج الأيّام
أيّ تعب !! ذاك الذي سابق آذار
ونسي حقائبه في أرضي
هيّأت أقداحا من أطراف مدامعي
وممّا عظُم من شجني
أُسمِع الكون قصيدة زرقاء
ضمّنتها ما تسرمد من وجدي
اِنهمرتُ من نبعين لا ينتهيان
أعجِن فكرة وفطرتي
أدسّها بين الرّمل وملحي
لتشبّ بطعم الملائكه
يا مساحات الدّفء
متى تغمرينني بالصّدق ؟
متى تعلّمينني حكمة لا تكتب بدمي ؟!
متى يكتمل نصاب روحي ؟!
سأبذر انتظاري ...وأمضي
أمنّي كسوري بالجبر
أتناسى ما خوى من وعد
أعلّق وجهي في مطلع أغنية
وأقرّر أن أموت بإرادتي .
( روضة بوسليمي ) تونس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق