ولكم في كل بيت أثر
جاسم محمد الدوري
أنا رجل قروي
تغازل وجهي
نضارة القمر
تنام بين أوراقي
ألف حكاية.... وحكاية
وأناملي عطلها القدر
وأنا ذاك المتيم
مذ صغري
حتى غزاني الشيب
وأصابني الكبر
فكم حاولت
أن أترك ظلي
وأتبع خطاك
لعل الشيب يخضر
فتعال.... تعال
وفزز قلبي
لعله يصحى.... يتذكر
وتعود البسمة
خجلى فوق رباه
فالوقت ما زال ضحى
والأمنيات مد بصر
وقد يأتي الصبح نديا
يحمل فوق مبسمه
{ أنشودة المطر }
فالكل صار في الخطر
فهل كنت غبيا حينها
تحملني أقدامي
بلا وجع
فأين المفر
أمست خيولي
تصهل في هوة الموت
متعبة مثل كل البشر
وتركت أشباه الرجال
ترعى مثل قطيع البقر
أنا لم أك أعمى
ذات يوم
ولم يخونني حدسي
كنت قوي النظر
ما زلت فتي القلب
ومارس كل طقوسي
ولم يصدأ سيفي الأبتر
وقلبي مفعم بالطعنات
ودمي ما زال قان أحمر
وأنت لم تعرف من أنت
كل ما تعرفه
أن ابوك قد أنتحر
وأنك عشت يتيما
تتسول في حانة خمر
وأما أنا
فكنت أسابق الريح
وتعرفني الرزايا
ولا أهاب الحفر
أنا مثل أجدادي
وتخبرنا المنايا
نظل رماحا في الوغى
وفوق رؤوس الشجر
بلأمس هم رحلوا
لكنهم تركوا
في كل بيت أثر
لله درهموا
كانوا لنا شعلا
ظلت تضيء الأرض
حتى اليوم
تلكم الصور
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق