"ثقة الملوك"
سيدةَ الصمتِ رُدِّي
بالحبِّ تجاوزتُ حَدِّي
انقضى عشرونَ عاماً
وقلبي حاملُ الوجدِ
لم أنسَ حُسنَ وجهٍ
قد اجتاحني بالود
وذاكَ الثغرَ الجميلَ
وله ابتسامةُ الشهدِ
ووداعةَ لمحِ العيونِ
ولحاظاً كسيفِ هندِ
أثخَنَت فيَّ الجراحَ
قَتَلَت بنصلٍ وغِمدِ
كانت ملاكاً ينظرُ
لكنها سببُ سُهدي
فمن كعينيها جمالاً
فريدةٌ هي بلا ندِّ
كلآلئ البحار حسناً
ما ضُمُّتا معاً بعقدِ
كأنَّ حسنَ طلعتِها
بِشرٌ يجري بسَعدي
تمشي الهوينى كالقطا
بثقةِ الملوكِ لا الزهدِ
يفوحُ بمشيتها العبيرُ
كمسكٍ شِيبَ بالوردِ
تعطرت منها الدروبُ
وطِيبُها فاحَ من بُعدِ
ذاتَ الحِسِّ الرهيفِ
ما مَللتي من الصَّدِّ
أحببتكِ من عُقودٍ
وذكرتُ حُمرةَ الخدِّ
وعبقَ زهرِ الياسمينِ
كلما ذكرتكِ وحدي
ونظرةً فيَّ رمقتِها
مزجتِ الحُسنَ بالجَدِّ
ماغاب طيفكِ يوماً
ولا بدَّلتُكِ قطُّ بأحَدِ
وصدفةً ألمحُ رسمَكِ
صورةً هيَ بلا قصدِ
فتهيجُ مشاعرُ الماضي
وسالفُ الحبِّ والوُّدِّ
تَبَّاَ أضعتُكِ عمراً
بين جهالتي وعِندي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق