الرفاقُ العتيقون
--------------------
الرفاقُ العتيقون
عن العيون بعيدون
لم يُغيِّرِ البعدُ منازلَهم
هم في القلبِ يسكنون
فذا من ثلاثين صديقي
وعلى ذا مضى أربعون
وما بينهما لا يحصيهم عَدٌّ
لكنهم همُ المخلصون
قد سقانا الزمانُ صِدقاً
به احتار العاذِلون
قد شرِبْنا الحبَّ صِرفاً
مَسطوراً فوقَ العيون
تغيَّرَ الزمانُ وما تغيَّرُوا
كالذهبِ يشعُّ للعيون
تَراه كُلَّما عَتِقَ لامعاً
هكذا الصديقُ يكون
في الأفراحِ تَراه لك فرِحاً
وفي الأتراحِ هو المحزون
في اليُسر كأنَّما هو أنا
وفي عُسرِ حالي هو المَصون
يحنو إنْ قسا الزمانُ يوماً
وإنْ كشَّرتِ الذئابُ هو الحنون
لم تلِدْهُ أمِّي لكنَّه لي أخٌ
وفي عِقد الإخوَةِ كاللؤلؤِ المكنون
جادَ الزمان بأناسٍ كثيرين
لكنَّ الرفاقَ قليلون
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق