الجمعة، 23 يوليو 2021

اين دفنوا جثمان الحرية...إدريس الصغير

أين دفنوا جثمان الحرّيّة

ماتت أشياء كثيرة.. في لولبية الضّوء الشّارد
حتى الظّلام... أقيمت له جنازة فاخرة
صيوانٌ ومقرؤون.. ودموع تجري.. إلى ما تحت 
السّروال... أين دفنوا جثمان الحرّيّة

أتساءل كأي مواطن.. حظروا صوته
أين دفنوا.. جثمان الحرّيّة 

في غرفة الإنعاش.. حيث الدّيوك تبحث عن قمحة
تصيح بأصوات... أحمرةٍ
غسّلوا، وكفّنوا الحرّيّة، وجعلوا لها طقوسا
أسموها نظام... الدّيمخراطيّة
بربكم أسأل أين دفنوا.. جثمان الحرّيّة

ماتت على الجراحِ جراحا.. ومازال الجلد حيا
يستشعر.. ألم العذاب
ويسأل للمرّة الألف.. بربكم أين دفنوا
جثمان الحرّيّة

في وطني.. تضاريسٌ باردةٌ على جسدٍ أزرق
تصرخ على الوجه.......... الكدمات
مسافرة على عتبة.. درب التبانة
كنجم سقط.. من نهاية الأحداث
يموت فقط.. لإجل أن يعلم
أين دفنوا.. جثمان الحرّيّة

لم نكن نعرف.. أين ينتهي حصار الحرّيات
هل على موج الخطايا؟
نستوقف.. الذكريات 

لم نكن نعرف.. أين تُحفر قبورنا
هل على الروابي.. وبين أودية الغابات

لم نكن نعرف.. متى يستيقظ الضّمير
من سباته.. ويمدنا بظلّه الوارف

لم نكن نعرف أين دفنوا وجه الحرّيّة 
وقدموا لنا تمثالها الزائف 

هل هذا الحصار.. حصار.. يحاصر نفسه
من أجل أن يصنع.. مدينة الأحقاد؟
باسم ألهة.. الديمخراطيّة

لا ندري لماذا.. هم يزرعون السّجون !؟ 
إذا كنا شعبا أصلا.. ولدنا بين جدران الزّنازين

من شبابيك الظّلام.. يموت الظّلام خوفا من نفسه
يتحسس.. خشخشة الضّوء 
ينساب تحت جلد الطّموح.. يتحرى الحرّيّة

في مدائن الأحلام
كل شيء يخرج.. من فرجٍ أنثوي الجنس
إلا قرارات الأنظمة الديكتاتورية.. تولد من الدبور
أين بربكم دفنوا الحرّيّة

                 إدريس الصغير الجزائر 
               الثلاثاء 02 مارس 2021م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق