إلى المثقّف العربي ...
لأنـّكَ خـارجٌ مـن كـلّ لـعـبَةْ
وتحلم أن ترى دنياك رحبَةْ
تعاني في بلادكَ ضيق حالٍ
تبيتَ بمعزلٍ وتعيش غـربَةْ
تسـافر أمنـياتكَ في فـضاءٍ
وتأمل وصـلها فتعود كذبَةْ
وتحلم أنّ تغيّر وضـع حـزنٍ
على وطنٍ تعيش عليهِ غلبَهْ
إلى وطـنٍ تـرى فيهِ الأمـاني
السعيدة والسلامة والمـحبَّةْ
تحـارب كـلّ شـرٍّ فـيه حتّى
تـؤمّـنهُ وتلـغي مـنـهُ حـربَهْ
تظنّ بأنّ شعركَ سوف يجدي
ونثـركَ فـيهِ نـفـعاَ أن تـصـبَّهْ
تعـتّق غانيات الشـعـر رمـزاً
بتلـميـح المـكـنّى والـمـشـبَّهْ
ألا تـدري وتـدرك من تنادي
مـصـابٌ بالـبـلادة والـمـغـبَّةْ ؟!
لقد جعلوه من جعلوك تهذي
كمجنونٍ...، بشيءٍ ليس يأبَهْ
فنمّـقْ أحجـياتكَ بين ملحٍ
وحنّـطْـها وضعْـها بـين قبَّةْ
وجـمـّلْـهـا لتجـعـلْـها مـزاراً
تقدّسـهْ وتـأتـي كـي تـحبَّهْ
وزاورْهُ خـشـوعاً كـلّ حـينٍ
وحـجَّ وطـفْ حـواليهِ ولـبَّهْ
وإلّا بـلّـهُ مـا بـيـن مـاءٍ
بقدرٍ والتفتْ في فيكَ صبَّهْ
لـتـعـلـم أنّ مـا دونـتَ لـغـزٌ
وما خـطـرٌ يكون هناك جبَّهْ
وأنـّكَ مـثل مهفوفٍ بـحيدٍ
يلـصـّق مـا تحـمـّلـهُ بحلـبَةْ
وهـذا إن تـكنْ حرّاً شريفاً
تـرى شـرّاً ولا تختـار دربَهْ
فـأمّا إن تكنْ ذيـلاً عـميلاً
لوالٍ مخـطئٍ تختار حزبَهْ
تـأيـّد حكـمـهُ في كـلّ حـالٍ
فأنتَ بصفحة التاريخ قحبَةْ
تعاشر والـياً والحـكم فـيهِ
وإن يفقدْهُ ما أحببتَ قربَهْ
فمثلكَ مثـل شيطانٍ لـعينٍ
مضى برضاعةٍ من كلّ كلبَةْ
حقـيرٌ أنـتَ لـو أيـّدتَ ظلماً
على أبـناء جـلـدكَ أن تَشِبَّهْ
عليكَ اللـعنة العـظـمى أديباً
بهذي الحال كنتَ بكلّ حقبَةْ
فكم أبطلـتَ فيما قلـتَ حقّاً
وكم سبّبـتَ للمـظـلوم كربَةْ!!
وكم زيّفتَ في التاريخ أمراً
وكـم ورّثـتَ لـلأجــيال نكبَةْ !!
......... يتبع
أ . عبد الرحمن جانم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق