♦ الإنسان .. ممكن !!♦
قيل : بأن الإنسان سمى إنسانا لأنسه بحواء .
لذا أتيتك أسعى بوقار وسكينة وجلست صفا فى محراب (عشقك) ، حريص كل الحرص على أن ألين إليك بروح طيبة ، فسلم الجميع بصخب وانصرفوا من حولك ، إلا أنا ، خلقت بالوفاء ، لذا قاربت الأوصاب والوجع !
وماضيا تساءلت فى نفسى :
هل كانت لهم مجرد مفزع يفزعون إليها ، لمصلحة أو لحاجة فى أنفسهم ؟ أم كانت ملجأ لمن يلتجأ إليها ، لجمال طلتها فى أعينهم ؟
أظن أن تلكم كانت أحوال معظم من حولها ، أما أنا وقد شغلت نفسي بوجهة أخرى وحال آخر ، اختص به قلبى ، وانشغل به عقلي .
ألا اليوم وقد سألت نفسي مراراً :
هل كان الفؤاد يفتقر إلى الزمان الطويل فى بقائها فكنت أعرض مرة وأغض الطرف أخرى ، أم حان الآن فقط تذكارها من بعد رحيلها يكون في لحظة أو لمحة أو خيال بالعقل وخاطرة بالقلب !
فقلبى معها كان يرى طيور الليل تصدح فرحا فى دوحها ، تشدوا بجمال روحها الخلاب وقد سلب منها عقلها ، وتساءلت كيف يولد فى شفاها ما يفوق نور الشمس ، فهل من شىء أجمل من شروق شمسها وكمال بدرها ؟!
لم أرى لها وجها على كثرة ما قلت فيها ، فأنا أؤمن بدرس من دروس الحياة التى لا تنتهى : ( لا تدعهم يرونك تنزف أبدا ) وما أردت المنى إلا ما أراد الله .
وعلى ما يبدو أنني لم أحمى نفسي فأترك ذكرها ، فاقتحمت المهالك بالثبات على وعدها .
فكيف بالعيش بعد تلك الأيام والليالي ، فقد وجدت لكل هم من الهموم سعة ، أما رحيلها فلا . ومن حينها لم يهنأ بالى ، فلم أدرك ما تمنيت ، ولم أنجو مما هربت .
ما كان يضيرنى أيان وجودها إذا تطاولت وإليها نظرت ، أبدا لم أفعل ، فقد كنت لا أفتقد وجودها ، أما الآن فأصبحت أتمنى أكثر من هذا التطاول ، أفمن بعد رحيلها ؟!!
لقد قيل : بأن الإنسان سمى إنسانا من النسيان لأنه نسى . وأنا ما زلت أنتظر النسيان ليزور الفؤاد فأنسى .. هى !
ألا ، لا لا .. سأحاول دوماً أن أستحمى نفسى فأتركها كيفما شاءت أن تكون ، ولن أقتحم المهالك بمقاتلة مشيئتها .
ثم ما لبثت إلا ويسير قلبى بقلمى على الشوك فتجرحه حروف رحيلها حتى يسيل دمع الفراق على ورقى فيغرق فى دماء وتينى ، حتى الليل غطى كل شىء بسواده ، فلم تظهر النجوم إلا بغمامها . وأصبح الفؤاد لا يوصل إلى ما فيه ، ولا يوضع فيه غير ما فيه .
هل كان قلبى وشوقى ، أم كان عقلى وحيرتى ، أم كانت مجرد خواطري من كل ليالى السماء ؟!
حقيقة ؛ أنا لا أعلم .
وها أنا بت أعلم أن اليوم وقد ( مرجت عهود الناس ، وخفت أماناتهم ، واستولى الحرام على الحطام ، فالعزلة خير من الخلطة )
وأخيراً فقد قيل :
بأن الإنسان سمى إنسانا لأنسه بربه عز وجل .
فلكل إنسان منا مكان يصرع فيه ويموت .
ومن يبقى قد يصرعه البكاء والحياء والدعاء والندم والاستغفار والحزن .
لها منى السلام على روحها الملائكية الطاهرة .
♦خواطر قلمي♦
طارق على جاب الله
ما بين القوسين لقائله
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق