السبت، 17 أكتوبر 2020

تراچيديا العالم السفلى...على بدر

"تراجيديا العالم السفلي"     علي البدر
(1)
قَلبٌ يَخفُقُ
وأنفاسٌ تَلهثُ وسِتارٌ
أَحالَ نهاريَ إلى ظلام...
أصارِعُ أقوى المحن
أغمضتُ عينيَّ، توقف القلبُ
 وفي أعماقي
كلُّ شيء سكنْ
(2)
تَحلقوا حولي
ثوبٌ أبيض يلفني
بكاءٌ وعويل
ابنٌ يصرخ، زوجة تنحب
أمٌّ تُعَفرُ رأسها بالتراب
يبكي لأجلها الشجن
(3)
صراخٌ بليل طويل
لا سماء ببيتي الجديد
نظري من حديد 
غابَ عنه الوسن
(4)
أسمعُ من بعيد
طابوق واسمنت 
وقطعة مرمر
ونقش على حجر
اريدُه زاهياً جديداً
ولم أفهم...
أهو لي أو لجاري؟
لكنني فهمت...
أوّلَ حرفٍ من إسمي
يا إلهي أين المفر؟
بِتيهِ صحراٍء أنا
أم في عمق البحار؟
(5)
فِكرةٌ في بالي خطرت..
 لأكسرَ الضجر 
مادام سقفُ بيتي من حجر
فأنا...
 لأنهار العسل واللبن باشتياق
هكذا علموني.. 
انهارٌ للشرب والاكل
وليست للسباحة 
قال لي معلمي وأنا صغير
يقرصُ أُذنَ طفلٍ فقير 
حوَّلَ كركراتِهِ إلى بكاء
نظرتُ الى السماء..
تحوَّل سكوتي الى دعاء
أغفو على كلماته
وأقضي ليلتي بترنيماته
منتظراً يومَ اللقاء
(6)
وغداَ إن بقيتُ بمكاني
ساسمعُ موسيقى الشقاء
وداعاَ يا شتراوس 
وداعاً ياباخ
وداعاً يا ياني..
وأكسرُ حسرةً قد تقع
لبتهوفن وسيمفونيته التاسعة
فيزعل تشايكوفسكي 
وبحيرته والبجع
(7)
لكنَّ صوتاً رهيباً لنداء
قم يارجل..
أيها السارق المخادع
المتسكع بالشوارع
حان وقت اللقاء
(8)
ماهذا؟
 إرفع قدمك عن صدري
أتبدأ بالفقير إذا سرق
والمسكينِ للقانون إذا خرق؟
تمهل.. قل لي ماذا سرقتُ؟
سرقتَ... علبة دواء
وقطعة خبز..
لن تشربَ من نهرٍ  
سخرت يوماً منه 
وأضحكت الصغار
حلمك لابد أن تنساه
إهبط صاغراً
ولن تصل الهاوية أبدا
(9)
أجل ياسيدي
 سرقتُ سرقتُ..
لأجلِ أمٍ مسكينة
وأطفالٍ جياع
قُتِلَ أبوهم بحربٍ مجنونة. 
أرجوك... 
أبعد سوطكَ عني
وأنتَ على صدري
بثقلك تقف عليه
(10)
يا ألهي..
ألف عام وعام 
  جسورٌ وحشودٌ تمر 
وآخرون تحتها تذوب
وجوه لا تحصى أعرفها..
 وجهٌ سَرَقني وامتصَّ دَمي
 وحاول في المعتقل تعذيبي 
وعلى رفاقي انتزاع إعترافاتي ، 
  وآخرون باعوأ شعبي 
أسودٌ علينا..
 وللأجنبي عبيد
ولا أدري.. 
هل أسرُقُ ثانية لأمي عُلبةَ دَواءٍ 
و قطعةَ خُبزٍ لأطفالٍ جياع؟ 
(11)
لابد من قرار..
ضاعَ مِنّي الليلُ والنهار
وأنا أصرخُ وأصرخ
سأحملُ الدواء 
وقطعةَ الخبزِ 
كوني إليّ يا أمي بانتظار
إليكِ سأعود ويومي الموعود
في ألألف الرابعة أو الخامسة..
وأنا غريب بهذا الزمان 
ولفوهة بركان..
أنزل .
أنزل .
أنزل..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق