الاثنين، 28 يناير 2019

مثل طيف .... الشاعر سهيل درويش ...

مثلُ طيفٍ ...!!
سهيل أحمد درويش
_____________________
غيرَ أنّي مثلُ طيفٍ لغزالْ
مثلُ عشتارَ تغنّي...
 للمُحالْ
مثلُ هاتيكَ العيونِ ...
والجفونِ
مثلما قيلٍ وقالْ ...!
مثلُ روعاتِ الجنونِ
لملمتْ منّي عيوني
ثمَّ خلّتها سعافاً لنخيلٍ
ثمَّ سوَّتها رمالْ ...!
هل ينامُ الليلُ يوماً
هلْ يجنُّ البدرُ فيكَ
و يداريكَ برمشٍ ، ويناغيكَ
هضاباً ، وتلالْ ...؟
هل يروحُ الجفنُ فيكَ
 لشغافي
أمْ يذوبُ القلبُ فيكَ
مثلَ شمعٍ ، مثل لمعٍ
غرّدتهُ كلُّ نجماتٍ ...
بعينيكِ تُغَالْ...؟؟
ريحةُ النَّارنجِ منكِ ، هي قالتْ
هي سَالتْ ، هي جالتْ
في وريدي وشغافي
مثلما العطر المُذَاب
و المُسَالْ
هل عرفتِ الارجوانَ
هل شممتِ الأقحوانَ ...؟
جِئْتِنِي من بينِ غيمٍ
مثلَ أجفانٍ لِأَيْلٍ
مثلَ عصفورٍ ...
يغنيكِ دلالاً
و جمالْ ...!
هل ترينَ الخفقَ منِّي
مثلَ أطيافِ الحَبارَى
و الحيارَى ، و السُّكارَى
ساءَلوكِ ألفَ جرحٍ
لسؤالْ ...!
هلْ جرحتِ البيلسانَ
هلْ غمرتِ الزعفرانَ
هذه عيناكِ مني
من رفيفِ الليلِ يبغيك ليالْ
حاصريني بعيونٍ
و اقتليني بجفونٍ
قَتلُكِ الحلوُّ لقلبي
مثلُ شهدٍ ، مثلُ وجدٍ
مثلُ بحرٍ قالَ إني :
أنتَ مُتَّ بعيونٍ
مَوتُكَ المجنونُ كانَ
مثلَ موتٍ لورودٍ
راقصتْ رمشاً وماتتْ
إنه موتٌ جميلٌ و لذيذٌ ...
انه موت ...ولكنْ
كانْ منْ غيرِ قِتَالْ...!
___________
سهيل درويش
سوريا _ جبلة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق