" جُرُوفُ الخَدِّ تكتِبُهَا الدُّمُوعُ "
يَا مَن عَلَى نَارِ السَّعِيرِ رَمَيتَنِي
أَبلَيتَنِي بِالحُبِّ ثُمَّ حَرَقتَنِي
أََلقَيتَنِي بَحرَ الغَرَامِ مُخَادعًا
فَشَرِبتُ مِنْ أَموَاجِهِ وَتَرَكتنِي
قَدْ كُنتُ مِنْ أَشهَى الزُهورِ بِعِطرِهَا
فَخَدَعتَ قلبي بالهَوَى وَقَطَفتَنِي
إِنِّي ظَنَنتُ بِنَبضِ قَلبِكَ دَانِيَاً
خيَّبتَ ظنِّي بَعدَ مَا أشغَفتَنِي
وَشَرِبتُ مِنْ مرِّ النُّشُوجِ وَحَرِّهَا
فتَرَكتَ قَلبي نَازِفًا وَهَجَرتَنِي
أَسكَنتُ رُوحَكَ بِالنَّعيمِ مُدَلِّلاً
وَإِلى الجّحِيمِ سَحَبتَنِي وَقَذَفتَنِي
إِنِّي وَهَبتُكَ مِنْ صَمِيمِ مَوَدَّتي
فَأَضَعتَ عُمرِي بَعدَمَا ضَيَّعتَنِي
وَمَلَأتَ كَأْسِي مِنْ دُمُوعِ مُصِيبَتِي
وَرُوِيتَ حُزناً فِي دَمِي وَرَوَيتَنِي
أَسقَيتُ ثَغرَكَ مِنْ رَحِيقِ مَحَبَّتي
فَعَلَامَ مِنْ حَرِّ اَلْجَوَى أَسقَيتَني
وَلَقَفتُ أَحزَانَ الجَفَاءِ بلوعةٍ
فَبِأَيِّ ذَنبٍ يَا جَحُود سَلَوتَنِي
إِنِّي ظَنَنتُ العَهدَ بَينَنَا جَازِمًاً
فَاحتَارَ قَلبِي هل جَهِلتَ فخُنتَنِي.؟
فَدَعَوتُ رَبِّي أَن يَمنَّكَ لَوعَةً
تُنسِيكَ نَفسَكَ مِثلَمَا لَوَّعتَنِي
مَع أنّ قَلبِي قَدْ حَرَقتَ كجذوهٍ
لَم يَشْتَكِ حولاً بِمَا أوجعتَنِي
وَغَفِلتُ عَن كلِّ السَّرَائِر في النوى
وَفَتَحتُ عَينِي بَعدَ مَا أسقَمتَني
يَا ظَالِمًا مَاذَا رَميتَ بِدُنيَتِي
غَيرَ الشَّدَائِدِ لِلضَّنَى أُوْكَلتَنِي
وَتَرَكتَ دَمعي في خُدُودِي جَارِفًا
أشكُو إليكَ وأنتَ مَنْ أبكَيتَنِي!
حَطَمتَ قلبي وارتمى فِي مِحنَةٍ
يَا مَنْ ظلمتَ مَحَبَّتِي وَظَلَمتَنِي
اشهَدْ بِأَنِّي مَا جَرَحتُكَ عِنْدَمَا
أَعلَنتَ أَنَّكَ ذَاهبٌ وَحَرَمتَنِي
أَنَا لَم أَخُن عَهدَ المَحَبَّةِ بَيْنَنَا
وَالله يَدرِي في الوَفَا قيَّدتَنِي
اِرجِع إِلَى زَمَنِ المَوَدَةِ وَارقِها
فِي وَضعِكَ الحَالِي لَكَم أحزَنتَنِي
وَانظر إلَى أجدَابِ دَيمِكَ وَاروِنِي
فَجذورُ روضي قد ذَوَت أيبَستَني
لو كنتُ أدري فِي الهوى مِن جفوةٍ
ما كنتُ أقرَبُ كاذباً، أغوَيتَني
ارفق بقلبي قد قَطفتَ نعيمهُ
لَم يَرغَبِ الدُّنيا بِمَا أوسَعتَنِي
سِيَؤولُ عُمركَ كالثوانِ وقد قضى
فلأيّ أمرٍ قد أسأتُ فهُنتَنِي
فَكَفَاكَ منِّي يا فتى أهلَكتَنِي
يَا مَنْ هَجَرتَ وفي الحرورِ رَمَيتَنِي
الآن أعرفُ مَا حَدَاك لِتَفتَري
أَهوَاءُ دُنيَا شَاغَلَتكَ فَلُمتَنِي
إن جئتَ تسعى للمَلامَةِ بَينَنَا
سَأدينُ ذِكرَى كيفَ أنتَ مَسَحتَنِي
اِرجِعْ إلى أفعَالِ قَلبِكَ ربَّمَا
تَستَذكر الأنَّاتِ حِينَ آلَمتَنِي
لَم أبتَئِس ممَّا فَعلتَ بِدُنيَتِي
حتماً سَتَجرَعُ ضِعْفَ مَا جَرَّعتَنِي
اِسعَ إلى كل الدروبِ بطولِهَا
وانسى حنيناً جِئتَ فيه وَصُدتَنِي
شَتَّان بين محبةٍ وتعاطفٍ
فالقلبُ علامٌ بما قد جِئتَنِي
مُضنَاك يأتي يَا ظلوم بخفيةٍ
ليسدَّ تاري مِثلَمَا أضنَيتَني
أوكَلتُ أمرِي للإلهِ تَضَرُّعاً
فَهُوَ العَلِيمُ بأيِّ قاعٍ سِبتَنِي
اليومُ يَومكَ يا فتى فافرَحْ بهِ
العدلُ في الميزانِ فِيمَا سَلَبتَنِي
لاتَفتَكر ظَلمَ الفقيرِ شَطَارةً
سيَجَيء حظٌ قد أفوزُ وأغتَنِي
اشكر بِمَا قد مَنَّ ربُّكَ حامداً
يَا مَن على نَارِ السَّعيرِ رَمَيتَني
بقلم المستشار الثقافي
السفير.د مروان كوجر