الأحد، 4 أكتوبر 2020

يحن الفؤاد.....طارق على جاب الله

كلما ارتفع القمر فى السماء ، أظل أتذكر غيرته من بزوغ لؤلؤة عينيها ، ويملى على قلبى ويشتد خفقانه من دوام أمنياته بعودة تلك الليالي الماضية ، فيعاود ملاقاتها فتضحك له الدنيا من جديد .

كنت أرى فى نضارة ونور وبهجة صوتها البياض الصافى من الغش ، فلا يملك الفؤاد من همسها إلا أن يطيع ويجيب ، لذا لم أشبع يوماً من رحيق صوتها العذب الرقيق ، والذى جعل قلبى كأسا له يصب فيه ما يشاء ، فكان عندى مملوءا بعسل مصفى ورائحته كرائحة المسك ، فلا يلفظ قلبى بنبض أو يكتب قلمى بحرف إلا ويبقى لها فيهما روح من ريح طيبها المسكى العتيق .

ستظل لياليها تنادى كل الليالى ، وسأظل لا أرى سوى عينيها ، وسواها وسط السماء لا أبالى ، وسأذكرها بكل خير ، فى حلمي وآمالى ، وسيظل قلبى من بين جوانحى يطير إليها ، فلا يوجد غيرها ليهدأ من روعة حالى .

أحياناً أتخيل أن كل ما حدث لم يحدث ، أم أن ما حدث مجرد سحر عينيها تستحضر به الأفئدة وتأسرها بداخلها ، تلك العينين البنيتين اللتين سجنت فى مداومة النظر إليهما ، فلم أستطع الهروب بعيداً عنهما ، فيهما قد رأيت لحظات من وحى الخيال ، فيهما كنت أرى الحياة ، حتى باتت هى كل الحياة ، وكم تمنيت أن أذهب إليها أبعد من ذلك !

يحن الفؤاد إلى ليلها
حتى النجوم انطفأت من دونها
والبدر مال إلى ودها
والشمس أفلت من بعد رحيلها
والطير على الأغصان كبتت صدحها
والشجر أوراقه سقطت رغم خضارها

حياتى القديمة ، هل كان على أن ألقى بها لأبدأ معها أخرى من جديد ، كم تمنيت لو أقول لها : أود أن تبقين معى ، تلك كانت أمنيتى قبل رحيلها !

كنت أتمنى أن تقول لي يوماً ليس عليك التظاهر ، فلنحلق سويا بعيداً ، ولكن كل ما تبقى مجرد حلم ،
يوقظنى منه صرخة قلبي على رحيلها !

ومازال الفؤاد ينتظر قدوم ليلها المضىء برائحة روحها الحاضرة الغائبة .

لها منى السلام على روحها الملائكية الطاهرة .

♦خواطر قلمي♦
طارق على جاب الله

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق