الدنيا .. إلى أين ؟
بقلم : ثروت مكايد
(9-؟)
تحدثنا عن سوء الخلق في الجيرة رغم حث الإسلام على الإحسان إلى الجار .. وهاك خلقا آخر حث الإسلام عليه ونبذه المسلمون مخالفين بذلك أمر دينهم وهو :
2- جماعية السعي ..
في الأثر : " يد الله مع الجماعة " ..
و : " مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى " ..
وهناك عشرات الأدلة التي توجب جماعية السعي والهوى بحيث لا يشذ أحد ولا يترك أحد وحده ..
وفي هذه الجماعية حفظ المجتمع وحفظ الأفراد جميعا فلا يخشى منهم أحد من ظالم يظلم لأنه في منعة بمن معه ..
ولا يخشى أحد من فقر مدقع لأنه في منعة بمال المجموع بل لا يخشى أحدهم من موت يجيء لأن الجماعة كلها ستحفظ عليه ولده فلا يشعر بيتم ..
ذلك نظام فريد عجيب وقد وصل إلى ذروة لا تصدق ولو في الأساطير لكنها كانت واقعة في ظل هذا الدين الرباني المذهل إذ كان الأنصاري يعرض على المهاجر زوجتيه قائلا له : اختر أحسنهما إليك ، أطلقها وتتزوجها أنت ..
مطلب رفيع وخلق لم تشهده الدنيا ..
وكان المسلم يؤثر على نفسه أخاه بالشراب والطعام وما به بلغة الحياة طلبا لرضى الله ، وتطبيقا لخلق الإسلام ..
فإذا نظرت إلينا الآن ومنذ قرون مضت وجدتنا جزرا منعزلة ..
فكل مشغول بنفسه فإذا ما رأى مصيبة تصيب غيره ، حمد الله أن أخطأته بل يسعى كل منا بإيقاع الأذى بالآخرين ظنا منه أنه بذلك ينجو ..
وليس لدينا ما يسمى في الغرب روح الفريق ..
لا نعمل كجماعة وإنما كأفراد ..
ومن يخلي منصبه أو عمله ، يجيء خلفه ليهدم ما عمله سلفه مدعيا أن كل شيخ له طريقته ..
نحن لا نكمل عملا أبدا ..
ونحسن البدايات ولا نتم شيئا ..
واقع أليم وفردية مقيتة ..
وأنانية مرعبة ولسان حالنا : " أنا ومن بعدي الطوفان " !!
وإلى لقاء نكمل فيه حديثنا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق