الأحد، 22 مايو 2022

أترى غيرت وجهك...د.عمرأحمدعلوش

( أتُرى غيرتِ وجهك )

ما عاد وجهك يشبهكِ ولا يشبهني ، أتذكرين ذات لقاء قلتِ لي: 
عندما أريد أن أراني أنظر في وجهكَ ، واليوم ما عاد وجهكِ يشبه وجهي .

وجهك كان يأتيني مع المطر والحب ، يدغدغ وجداني بألف نغمة ، ويسكب في عروقي أجمل لحن ...غيرتِ وجهك .

في ذات اللقاء قلت أنكِ كمشة من حبقٍ اسحقني في خلاياكَ ، ومن يومها عاشت بك روحي ،حسناء ترقص بمعبدك.
يومها سكبتِ في كأسي نصفاً ، من طهرك
ونقاء روحك .

واليوم كمشة الحبق تبدلت لكمشة من عوسج ، عمت خلاياي ، وضجت بها روحي ، حمقاء تتراقص على جمرك .
وكأسكِ المترع بمر العوسج ، ما أوقد
فوق الشموع إلا الدموع .

في ذات رواية قلتِ : 

بأن الضوء تجمد في رئتكِ ، وأن صوتي في داخلك شنق رئتك ، وأن قلبك شاهد على ما حل بجارته ، ورأس قلبك يضرب بجدارها ، حينها قلتِ لي : طوبى للاختناق بكَ ...لكنني بحاجة لشهيقكَ يحييني ، حينها منحتكِ رئتي ومن ذلك اليوم تتنفسينها ، وأنا من صدرك أتنفس 
وأحيا.

اليوم بعثرتِ فصول روايتكِ ، وأضعت
أمانتي التي في صدرك ، اليوم آن لي أن أسترد الأمانة.

فقد تبدل وجهك ، ما عاد يشبهكِ ، ولا يشبهني ، وجلدك ضاعت خلاياه ، من يوم تغلغل به العوسج .
واستعرتِ رئة غير رئتي ، وزرعتها جوار رئتي ، فاستعرت رئتي جمراً ، رُدي علي
رئتي فأنا في اختناق .
صدرك الصغير بي ، اليوم قد طغى بتلك الرئة الأخرى فما كبر إلا عليك .
تغيرتِ ...
غيرتِ وجهك ...جلدك ...رئتك ...
لكنني كلما أردت أن أتنفسك أغمض عيني كي لا أراك الآن بوجهكِ هذا ، فمازالت رئتي في صدرك .

د عمر أحمد العلوش

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق