الشعر العربي بين الحضور والرسالة
والقوة والضعف بقلم / فايز الخطيب
********************************
كثيرة هي الأسئلة المتكررة حول دور الشعر العربي وقيمتة في الوقت الراهن
بمعنى هل إنتهى دور الشعر العربي ورسالته أم أنه لا زال له حضور وتأثير في الوسط الاجتماعي والخطاب السياسي والثقافي
هل الشعر قادر على قيادة هذه المرحلة
ويستطيع التأثير في نفوس الناس والتغيير في واقع الحياة كما كان في العصور السابقة
أم أنه خلا من هذه الوظيفة الاجتماعيه
وأصبح مجرد فن للفن
وتراث أدبي متواراث ولم يعد له أي قيمة اجتماعية وأصبح محصورا في مساحة اجتماعية ضيقة تدور في فلك المثقفين والمهتمين بالأدب
لا شك أن دور الشعر العربي ورسالته قد ضعفة مقارنة بالعصور السابقة لعدة أسباب وعوامل اجتماعية وسياسية وفكرية فلم يعد كما كان يقال في عصوره الزاهية بانه ديوان العرب
لقد احتل هذا الدور الريادي للشعر في عصرنا الحاضر أشياء كثيرة أقبل عليها المجتمع المدني وتفاعل معها بقوة
مثل المقالات الصحافية والقصة القصيرة لأنها اصبحت قريبة من حياة الناس ونزلت إلى مستوى ثقافتهم ولغة الحياة اليومية
وقد أدى التقدم التكنلوجي الذي شهد طفرة عالية في العقود الأخيرة من هذا القرن إلى إحلال بدائل أخري مباشرة مثل وسائل التواصل الاجتماعي وأصبح له حضور وتأثير قوى جدا لانه حي ومباشر وليس له مستوى معين من الثقافة أو التعليم فربما تغريدة عبر أحد هذه المواقع تقلب موازيين سياسية أو اجتماعية لا يستطيع الشاعر تحقيقها في قصيدة أو ديوان من الشعر
وربما صورة نشرت عبر أحد هذه المواقع قامت بنفس الدور
وقد لاحظنا أن الشارع العربي كله تفاعل عبر هذه الوسائل وخرج إلى الميادين العامة والساحات بثورة عارمة اجتاحت الوطن العربي كله تقريبا
إذا ماهو دور الشعر العربي وتاثيرة في الوقت الراهن
لازال الشعر العربي موجود وله حضور
إلا أنه كما قلت في مساحة محصورة
وعلينا أن نوسع هذه المساحة لنعيد للشعر دوره ورسالته وهذا يتطلب منا أن
يكون الشعر قريبا من واقع الحياة والناس والهم العام وأيضا وهذا في رأيي هو الأهم من مستوى ثقافتهم ولغة الحياة لا يعني هذا أنني أطالب بلغة ضعيفة أو معاني ركيكة
إن ما أقصده أن تكون القصيدة واضحة الفكرة بألفاظ واضحة وسهلة مع سلامة التركيب النحوي فلا داعي أن أستخدم ألفاظ قاموسية من العصر الجاهلي
أو أن أركب الشعر في صور من العصر العباسي أو الاموي أو أن أدخل مفاهيم فلسفية يصعب على القارئ تحليلها
إن القارئ اليوم إذا مر على الأبيات الشعرية الأولى في مطلع النص ولم يفهمها فسوف يترك النص بالكامل ولن يقبل عليه
لقد كان الشعر الجاهلي الذي يعد نموذجا في القوة والجزالة كان بسيطا وواضحا لكل العرب في عصره لأنها لغة حياتهم اليومية وألفاظ من واقع المحيط الإجتماعي فلم يحتاج القارئ إلا قاموس أو شرح للمعاني
أنا مع أن نحافظ على أصول اللغة العربية وقواعدها واسس البناء واللحن وعناصر التجربة الشعرية ولكن بمفردات واضحة وصور مباشرة ومعنى قريب يفهمه كل الناس وليس أصحاب الإختصاص أو المثقفين
فايز الخطيب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق