... وجّه شراعكَ ...
من سارَ ضدَّ الرّيحِ والتّيارِ
كالرّملِ في دوّامةِ الإعصارِ
وجّهْ شراعكَ للرّياحِ مسايراٌ
وتجنّبِ الأخطارَ في الإبحارِ
واطلبْ أمانكَ في أماكنهِ ولا
ترجو الأمانَ بلجّةٍ من نارِ
كدرٌ على كدرٍ وكنّا نبتغي
فرحاً يُداوي قسوةَ الأقدارِ
ِ
تأبى الرّياحُ بأن تُحرّكَ ساكناً
وكأنّها في ضفّةِ الأشرارِ
كانت تكاليفُ الحياةِ بسيطةً
والآنَ نشكو لعبة الدّولارِ
والذّنبُ ذنبُ حكومةٍ ولفيفها
قد أمعنوا في السّلبِ والإتجارِ
نهبوا معاشَ البائسينَ بشعبهم
والنهبُ باسمِ إعادةِ الإعمارِ
باتَ الفقيرُ بحيرةٍ من أمرهِ
وهوَ المُطِلُّ على شفيرٍ هارِ
إمّا الرّدى بمعاركٍ ليست لهُ
فهوَ المُدافعُ عن حمى الأسوارِ
أو في الرّدى جوعاً بغير معاركٍ
أو في الهروبِ إلى حمى الأخيارِ
نحنُ الضّحايا كيفما قلّبتها
وكلامنا كالنّفخِ في المزمارِ
لا فرقَ بين حياتنا أو موتنا
مانحنُ إلّا الطُّعمَ في السُّنارِ
د . محمد قطلبي سورية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق