أخفيت عنك أخباري... بقلم الشاعر أشرف بسيوني

أخفيت عنك أخباري..
ورحلت دون وداع
وبكل سبيل
أسكت قلبي
وجعلتهم ينكرون عنواني
قلت يوما ستعذرين
عندما تمرين بأطلالي
أو يواري الثرى عنادي

ويوما ستعلمين
بأن عيناك كانت وطني
وبين أحضانك داري
كنت الهواء برئتي
ونور الشمس بسمائي
أبدا ما كنت قاسيا
فحبك لا زال بدمي
يحتل أركان فؤادي

فكيف أنساك
وأنت سلوى وحدتي
كقلمي خلف الأسوار
ورفقتي دون أجنادي
لكنني خفت عليك
من تقلبات الدهر
وأشفقت على قلبك
من هزات إبعادي

ولدت مهموما بمجد
مغامرا منذ ميلادي
وعشت مطاردا بثأري
وكرب يثير أحقادي
إن أصبحت لا أدري
بأي أرض مهلكي
وإن أمسيت
أنام ممسكا بزنادي

فقدت كل حيلة
وتفرق ملك أجدادي
ضاع العمر من يدي
وصرت أسير جلادي
لا أملك سوى الذكرى
وقسما أفتديك بحياتي
بيننا مسافات وجبال
وأودية أعيت الحادي

ورغم البعد لا أنسى
لهمسك صدى ينادي
في الليل أعانق طيفك
أستهل الصبح بذكراك
طفلة كما عهدتك
صباك لا تحجبه أصفادي
وتأتين بنومي امرأة
ثوبك بلون أعيادي

نعيش العشق حلما
لا تمنعه جدراني
تنسين الشكوى بعبثي
وأنسى معك أحزاني
ألا ليت ما تركتك
وأشتري بالروح معادي
هو الشوق لعينيك
يزداد بكيد الأعادي

فهل تذكرين عهدي
وزهرا سقيناه بالوادي
أم تجحدين حبي
كخصم جحد ودادي
يمنعني النوم غيلة
ويقض مضجعي بالتناد
ليتهم يخلون بيننا
وإن حرموني بلادي.
#بقلمي_أشرف_بسيونى 🌹