السبت، 27 أكتوبر 2018

ذات يوم... بقلم الشاعرة عبير محمد

ذات يوم........                   عبير محمد 

وكأني نسيت كل الأيام
لأذكر ذلك الوقت
حقيبتي وأنا
حملت فيها ثروة الذات
ماء وزاد
لم أدون ذلك اليوم في التقويم
أردته دون تقويم
أنا وحقيبتي
ورأيته .....

في ذلك اليوم رأيته
وكأنه جمع أمام خطوتي كل المسافات
كل المحطات
كل اللغات
العبرات....النظرات....الهمسات
إنها اللحظة التي يصمت بها كل الأصوات
عدا صوته
ورأيتك على أرض عانقت البسمات والآهات وكيف أنسى تلك اللمسات
عندما حلقت في ضمة يدك
وسافرت معك في ألف ليلة وليلة
لتكتب في كل خطوة لي حكايات

وعشقت فيك الصباح
عطر الزهر
ولقاء المساء
سهر الصبر
ما أجملك شمس وقمر
شعر ونثر
يا حرفا يبدأ في روحي شفق غسق الفجر
وكأنك خلقت في أعماقي صبو قطرات من الجذر
وهمستها لك .....
معك أشعر نفسي أميرة العصر
طفلة في حضنك أضمك بفخر
لو ضللتني
اقطع برا .....بحر
وأعود لك وأجوب دهر
معك أحلق يمامة في سعادة واتنفسك عطر
أعشقك .....
وأرفرف حولك
فراشة ....كلمة.....أغنية
وأهبط على كتفك طير

يا ساكن الروح
بالعبير تفوح
بالهمس تبوح
بالقمة تلوح
وتسكن بي السفوح
موطنا إليه الملاذ والنزوح
والبلسم والألم منك شفاء وجروح
والقافية حاء على عرش الحب داء القروح
والباء بيلسان شموخ في مواسمه
حاء وباء
حر صيفك
وبرد شتاؤك
يا فصولا تسكنني نار وجليد
قربان أنا في عشقك مدبوح

وعلى عرشك تربعت
في وصلك خليل
وشريعتك حليل
وهجرك .....قتيل
حيا أو ميتا
يبقى إلى دربك السبيل
وعيناك الدليل
وما الفرق كان بين قابيل وهابيل ؟
في صلبه كان عشقا
اختلف فيه التأويل

ولم أكتب لعشقك تقويم وتاريخ
الأرقام تنتهي وتختفي
وأنت في شرياني ساكن عنيد
تجري من الوريد للوريد
الليالي الماضية كانت ريحا وبردا رعيد
ناديتك أيها القريب البعيد
وركضت لك وحضنتك طفلة عانقت يوم عيد
بهجة وهدايا وأمنيات تزيد وتزيد
ودموع لا تتوقف وتتساقط كما تريد
وسادتي وأنا
وحلم كان ذات يوم
والبطل في حكايتي .....بعيد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق