السبت، 23 يونيو 2018

مقالة بعنوان: صراخ في وجوه الخشب/ الشاعر محمد محجوبي

صراخ في وجوه الخشب ..
....
في المنحى الصاعد اليه . تحتدم الشذرات التي خلفها دهره . لا يزال الشيخ على عتر الطين يتبلل من ماء جوفي . ويستنشق الرطوبة في عز الشمس المنشرحة القيظ . خالي الوفاض . متجعد الوجه . على الحصير رسم فارس فقد أنفه . تحيط به خيول نافقة . كما  لا تزال تلك السبحة الحجازية معلقة على حائط ميت . كان ذات صيت يقتبس الأحاجي  ويمضغ الخرافات . حائطه موئل بكاء ومراثي .
في كل حركة ثقيلة ينهش الشيخ ذكرياته العقيمة . تارة يخلط المدينة بأفرانها التقليدية القديمة لكي يستسيغ رغيفا ناضجا من قمح قديم . تارة أخرى يتحين صمت الطين فيلسعه بنظرات وحشة ربما في خاطره سرب حمام يباغت الماء الخجول فيزفه مشهدا من هواء متراخي حتى تعود لأعماقه شحنة الوجود النسبي .
الشيخ المتكرر في صمته فقد صواب المشي المبرمج .
فقد نكهة الرغيف المعتق . حتى المفردات التواصلية فقدت ميزان الشكل والمضمون . اللغة تأتيه على لحنها رعونة ايقاع ونبرة ساقطة المتاع . تخدش ميزاجه في ما سحيق انزواء .
هو يذكر أنه ينحدر من أبهات الفصول . ويذكر أن مراحله الأخيرة تساوم عنفوان أمل أخضر  ينقبض بين فوهات الخداع الملعون .  وهو يرمق غبارا  يغزو كتبه القديمة لا يكاد يصغي لحشرجة فكرة أو  بوصلة سطر في ذالك الركن البهيم . فقط يستخلص من صمته نشوب حريق يأكل الذكريات  ..

محمد محجوبي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق