الأحد، 24 يونيو 2018

تعبت وتعب المشوار/الشاعر إدريس العمراني

بالأمس رأيت البحر هائجا وقفت أتحسس  الذكرى أشم رائحة العطر تفوح بين أمواجه. الطيف وحده يتمايل على صفحاته.هاج قلبي و تحطم غروري و كبريائي..تذكرت الأمس بكل تفاصيله  تذكرت و تذكرت و هل أنا نسيت لأتذكر ؟؟؟ بين المد و الجزر وجدت نفسي شاردا يطاردني طيفها في كل ركن  و قلبي الجريح على صفيح ساخن ..هنا بالأمس القريب رأيتها و كان لي في عينيها وطن .هنا كنت أنسى الهموم والشجن ...هنا و هنا و هنا..اه ثم اه لو كان كل شيء يدوم ..لم يعد لي عقل لأعاود الحنين ,بح صوتي و مزقه الأنين.ذكراها خطواتها همسها   يهزني كل حين .شل عقلي ماتت أحاسيسي و مشاعري ,, وجعي أصم لا صوت له  و لساني أبكم ,فقد كل الأبجديات يمسح  في صمت دموع  الشوق  ,لا شيء بقي هنا غير هدير الموج و هدير الماضي يملأ المكان, هل من جليس سواها ؟؟ هل من وطن غيرها ؟؟؟ 
لا البحر قادر على حمل أحزاني و لا رمال الشط  احتفظت باثار  أقدامها و أقدامي   ..لا شيء غير الريح ,,لا مكان يروق لي لأستريح ,لا صخر أعانقه  و يقبل شكواي..سوى طيفها خلف الأمواج أراه يمد ذراعه من بعيد, ليضم التائه الشريد. أراه كشمعة باهتة وسط الظلام . لهيبها يمزق بداخلي حبل الوريد . لا شيء غير  بقايا النبض و الأحلام ...هنا غاب طيف بين الأمواج  كان لي وطن
أيها البحر خذ ماتبقى من ذكراها , خذ حلمي على كف الموج . ريحني من ذكرى الأمس و هواجس الأمس و جراح الأمس..و أشواق الأمس فلم تعد لي قوة لطعم الاشتياق . خذ ما تبقى من أشواقي ,امحيها أغرقها فقد تعبت و تعب المشوار
ادريس العمراني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق