.....هي الحياه ...
أي روح تلك التي تسكن الأثير؟
أي روح تلك التي تراقص القمر كل ليل إلى أن يذيبه الحنين ؟
أي روح تلك التي تناجي شمس الفجر وتغتسل في ضياء الكون المنير؟
هل هي الروح الهاربة المنعتقه من سلاسل الماده والجسد ؟
أم روح فرت من صفحات التاريخ ، سكنت فؤاد عشتار وايزيس؟؟؟؟
تشتعل نار الغيره في الفؤاد منها، لتحطيمها قيود الجسد وسعيها الدائم في سكن حبات غيث المطر، أغار منها وعليها وقد تشبعت بالحنين لعبق زهر الياسمين، لسكن جنح فراشه تروح وتجيء إلى أن تكتوي بشعاع منير .
روح متمردة تفك قيودها كل فجر ، تغادر أبعاد الجسد ، تهجر تفاصيله، تحطم أسره ، تحلق في الأفق البعيد تشتاق الحياه.
بشغف وشوق تلامس الصباح، تركن في زوايا الطرقات ، تبحث في عتمه الأيام، تلتقط الصور في بحثها عن الحياه، في بحثها عن شعاع أمل .
هناك على مفترق طريق بعيد ، صوره طفل حزين، هجره الأمان بات وحيدا" بغير معيل ، في المفترق المقابل صورة شاب اغتيل على حواف وطن غريب ، وعلى جانب طريق حديقه منسيه لأيام تشرينيه ومقعد متهالك خشبي ، يناجي ب تمازج هسيس أنفاس شابه التفحت الهدوء، سرحت ب النظره إلى أفق بعيد منتظره حبيب مهاجر منذ أمد بعيد ،مقعد يناجي أوراق صفراء غادرت أغصانها حزينه مع أول نسمه ريح ، بعض من الأوراق تستقر على كتف عجوز منحنيه الظهر، تلملم بيد مرتعشه خصلات شعر حاكى بياضها طرحه سوداء، أو تمسح دمعه هاربة من الأحداق، ربما تبكي ابنه" خطفها الموت ورحل ، أو شهيدا " فارقها ب أهزوجه وطن .
أحتار من روحي، أقاربها أمتزج بها حينا" وحينا" أغادرها إلى واقع مرسوم بتفاصيل كثيره ، منها ما رسم بألوان الضباب ومنها ما أنير بألوان الضياء .
هي الحياه تلملم في جنباتها آلاف الجروحات والدمعات، آلاف الحكايا ، آلاف الصور والأوجاع والآمال .
صور وحكايا تبعثر الروح ، تشتتها وما علي إلا جمع الشتات بتأن كأحجار مرصوفه في طرقات مر عليها التاريخ ونثر بعض من زهور الفراق .
أتأمل الواقع بعيون سارحه إلى البعيد ، إلى قمم الجبال وهدير الموج ودفء الشواطئ، عيون سارحه إلى الطرقات ، إلى المسالك والمعابر، أين أنت أيها الإنسان؟
أي طريق تسير واي معبر تسلك؟
كل يختار طريقه أو ربما الطريق يختاره !!
كل يتخبط ويدور في رحى" ، يتوقف لحظات ، يستجمع الأنفاس، ليعود مره ثانيه يدور ويدور ، وتدور الرحى ، وتدور الطواحين ، يرتفع الهدير ويصم الأذان ، هي الحياه وبها نحن دائرون ، نرفع على أكتافنا أحجار الطواحين وندور وندور .
تمر الأيام وتتفنن السنوات برسم مفارق شيب وخطوط الوجوه .
ما المكسب؟؟؟
أين الحياه؟؟؟
إلى أين المسير؟؟؟
تساؤلات كثيرة تقبع كل ليل في الفؤاد ، تنبض بالشريان، تمزق الروح فتثور مغادرة الجسد ، تثور على واقع محكم بالألم، محكم بالغدر والكذب، محكم بالزيف، محكم بالذل والهوان وتعريه الإنسان، حتى باتت ورقه التوت صعبه المنال .
واقع حيك شباكا" من قنب سميك ، شباك لعينه معقوده بعناية الحائكين تحاول اصطياد الجميع ، البعض يمر من الشباك ببعض من جراح يعانق الموج وينتشي بعظمة الوجود، والبعض يتخبط في الشباك ويقضي العمر يقتات المكسب بلسما" للشفاء ، رابح هو ماده ومال ، وخاسر روح تئن كل ليل بظلال الظلام ، تناجي القمر تحاول الفرار ، يسكتها ببعض من حرام، وضمير غاف تحت وطأة جسد ولثم الآثام .
تثور الطبيعه ويغلي في جوفها الف بركان، الكل في صفقات ، صفقات مال وسلاح ، صفقات نساء وأطفال، صفقات رجال منكسه الجباه.
هل من ناج؟؟؟
سؤال تحمله الأمواج، هل الكل حيتان؟؟
أم أسماك والكبير ينهش الصغير وشباك متوالده، وقيود متجددة وضياع وشتات .
أين صفاء الروح ؟
أين هدير الموج وعزف الناي ؟؟
أين عطر الياسمين وفراشه الحنين ؟؟؟
أين شجره الليمون والزيتون والسنديان؟
أين كنيستنا والمسجد أين المفتاح ؟؟
أين الدار والولد وسفح النانرج والغار؟؟؟
آواه ياعمرا" أتكىء على ضفاف الصفصاف ، أتكىء على شعاع الأمل، على نجمه بيت لحم في ليالي الأغتراب ...
بقلم سهيلة افرام
السويد 6 حزيران 2018
أي روح تلك التي تسكن الأثير؟
أي روح تلك التي تراقص القمر كل ليل إلى أن يذيبه الحنين ؟
أي روح تلك التي تناجي شمس الفجر وتغتسل في ضياء الكون المنير؟
هل هي الروح الهاربة المنعتقه من سلاسل الماده والجسد ؟
أم روح فرت من صفحات التاريخ ، سكنت فؤاد عشتار وايزيس؟؟؟؟
تشتعل نار الغيره في الفؤاد منها، لتحطيمها قيود الجسد وسعيها الدائم في سكن حبات غيث المطر، أغار منها وعليها وقد تشبعت بالحنين لعبق زهر الياسمين، لسكن جنح فراشه تروح وتجيء إلى أن تكتوي بشعاع منير .
روح متمردة تفك قيودها كل فجر ، تغادر أبعاد الجسد ، تهجر تفاصيله، تحطم أسره ، تحلق في الأفق البعيد تشتاق الحياه.
بشغف وشوق تلامس الصباح، تركن في زوايا الطرقات ، تبحث في عتمه الأيام، تلتقط الصور في بحثها عن الحياه، في بحثها عن شعاع أمل .
هناك على مفترق طريق بعيد ، صوره طفل حزين، هجره الأمان بات وحيدا" بغير معيل ، في المفترق المقابل صورة شاب اغتيل على حواف وطن غريب ، وعلى جانب طريق حديقه منسيه لأيام تشرينيه ومقعد متهالك خشبي ، يناجي ب تمازج هسيس أنفاس شابه التفحت الهدوء، سرحت ب النظره إلى أفق بعيد منتظره حبيب مهاجر منذ أمد بعيد ،مقعد يناجي أوراق صفراء غادرت أغصانها حزينه مع أول نسمه ريح ، بعض من الأوراق تستقر على كتف عجوز منحنيه الظهر، تلملم بيد مرتعشه خصلات شعر حاكى بياضها طرحه سوداء، أو تمسح دمعه هاربة من الأحداق، ربما تبكي ابنه" خطفها الموت ورحل ، أو شهيدا " فارقها ب أهزوجه وطن .
أحتار من روحي، أقاربها أمتزج بها حينا" وحينا" أغادرها إلى واقع مرسوم بتفاصيل كثيره ، منها ما رسم بألوان الضباب ومنها ما أنير بألوان الضياء .
هي الحياه تلملم في جنباتها آلاف الجروحات والدمعات، آلاف الحكايا ، آلاف الصور والأوجاع والآمال .
صور وحكايا تبعثر الروح ، تشتتها وما علي إلا جمع الشتات بتأن كأحجار مرصوفه في طرقات مر عليها التاريخ ونثر بعض من زهور الفراق .
أتأمل الواقع بعيون سارحه إلى البعيد ، إلى قمم الجبال وهدير الموج ودفء الشواطئ، عيون سارحه إلى الطرقات ، إلى المسالك والمعابر، أين أنت أيها الإنسان؟
أي طريق تسير واي معبر تسلك؟
كل يختار طريقه أو ربما الطريق يختاره !!
كل يتخبط ويدور في رحى" ، يتوقف لحظات ، يستجمع الأنفاس، ليعود مره ثانيه يدور ويدور ، وتدور الرحى ، وتدور الطواحين ، يرتفع الهدير ويصم الأذان ، هي الحياه وبها نحن دائرون ، نرفع على أكتافنا أحجار الطواحين وندور وندور .
تمر الأيام وتتفنن السنوات برسم مفارق شيب وخطوط الوجوه .
ما المكسب؟؟؟
أين الحياه؟؟؟
إلى أين المسير؟؟؟
تساؤلات كثيرة تقبع كل ليل في الفؤاد ، تنبض بالشريان، تمزق الروح فتثور مغادرة الجسد ، تثور على واقع محكم بالألم، محكم بالغدر والكذب، محكم بالزيف، محكم بالذل والهوان وتعريه الإنسان، حتى باتت ورقه التوت صعبه المنال .
واقع حيك شباكا" من قنب سميك ، شباك لعينه معقوده بعناية الحائكين تحاول اصطياد الجميع ، البعض يمر من الشباك ببعض من جراح يعانق الموج وينتشي بعظمة الوجود، والبعض يتخبط في الشباك ويقضي العمر يقتات المكسب بلسما" للشفاء ، رابح هو ماده ومال ، وخاسر روح تئن كل ليل بظلال الظلام ، تناجي القمر تحاول الفرار ، يسكتها ببعض من حرام، وضمير غاف تحت وطأة جسد ولثم الآثام .
تثور الطبيعه ويغلي في جوفها الف بركان، الكل في صفقات ، صفقات مال وسلاح ، صفقات نساء وأطفال، صفقات رجال منكسه الجباه.
هل من ناج؟؟؟
سؤال تحمله الأمواج، هل الكل حيتان؟؟
أم أسماك والكبير ينهش الصغير وشباك متوالده، وقيود متجددة وضياع وشتات .
أين صفاء الروح ؟
أين هدير الموج وعزف الناي ؟؟
أين عطر الياسمين وفراشه الحنين ؟؟؟
أين شجره الليمون والزيتون والسنديان؟
أين كنيستنا والمسجد أين المفتاح ؟؟
أين الدار والولد وسفح النانرج والغار؟؟؟
آواه ياعمرا" أتكىء على ضفاف الصفصاف ، أتكىء على شعاع الأمل، على نجمه بيت لحم في ليالي الأغتراب ...
بقلم سهيلة افرام
السويد 6 حزيران 2018
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق