غزال تاه في عشية الغابِ،
فمال من خوف إلى أعتابي .
فقلت : لما دنا من حضرتي
من أين جئت يا غض الإهاب ؟
فقال تغريه حسن طلتي أنا من
قرية حلم فوق السحاب .
فتبسمت وقلت أتهزأ بي ؟
قال معاذ الله هو صدق جوابي .
من بلدة علوية المغاني ،
و كل الكواكب في حال انجذاب .
فقلت : إقترب يأويك بيتي ،
شهي طعامي لذيذ شرابي .
فقال : الجوع أهون عندي ،
لك لمعة أومضت، على الناب .
قلت : إطمئن ولاتخف فإني ،
أبدا لا أخون عهود الصحاب .
الضيف سعادتي ، و سؤل روحي،
العابرون أهلي وأحبابي .
فهلم أزرعك بين وسائدي ،
وردة ألبسك من رقيق ثيابي .
وأفرغك في حمام عطري ،
فجميل الحكايا في كتابي .
وأعطيك الهدايا أنجم سعد ،
هي في درجي في جرابي .
نغم حلوى أغنيات الليالي ،
بحلاها كم سلبت صوابي .
فقال الغر وقد أقنعته ، بتغزلي
وأغراه مني لطف ترحابي..
هي ليلة واحدة ثم أمضي ،
فغدا إلى أهلي يكون إيابي .
فقلت وقد دنا أوان صيدي
وسح من فرحتي سم لعابي .
قد أكرمتني لما رضيت بي،
ورفعت للأكرمين الغر انتسابي .
فهم بالذخول إلى مضجعي ،
فكاد يفضحني فرح الذئاب..
فتردد قبل الدخول لحظة ،
فخفت علي من غضبة الحطاب،
أن يستل الفأس بلا رحمة ،
ويقوض مكري جامح التغابي .
ويحط قدري فيكشف سغبي ،
ويحقر بؤسي به واغترابي .
أنا المحروم طول عمري زادي ،
مايفضل من جيفة الدواب .
جليس الضباع أنا ورفقتي ،
وسخي بين جيوش الذباب .
والآن هذا نصيبي تبسم لي
كالجبن في شدقي غراب .
فقلت له : إما أن تصدقني ،
فإني وفي الطباع مثل الكلاب .
وإما أن تغادرني وتصطلي ،
قر الليل وتنسى بين الشعاب .
فقال : ماعندي دونك حيلة ،
وتخطى راضيا دفة الباب .
فقال لما رأى فراغ بيتي ،
وقلبي وتفاهة الكاذب الكذاب
عليك اللعنة قد غررت بي ،
بمعسول الإغواء و الترحاب .
فقلت وقد أوصدت بابي..
ونشوة في دمي كالخمر المذاب
في عروقي في فؤادي ،
رغبة كالجمر في دموعي و أعصابي .
في روحي شهوة جد حمقاء ،
فيك ياكأسا طاب انسكابي .
فإما أن تلين وتكون لي ،
كزهر الربيع في حضن الروابي .
وإلا افترستك من لهفتي ،
فلذة اللحم في وحشي اغتصابي .
فكم توسلني وكم وكم ،
صد مخالبي عند دنوي واقترابي .
فلم أدعه حتى ارتويت من
جيده البض الطري المتصابي .
فأن قليلا تحت ثقل ضراوتي ،
ثم نام وديعا بين أنيابي .
فباح بأنفاس من شهد روحه ،
وأذعن حلوا لصوت الغياب .
أنا المجنون بالفتك ما أجملني ،
وكل دماء الغزلان أنخابي .
كازانوفا طفل عند مأدبتي ،
وسالومي كم قبلت ترابي .
فكل نبيل يبتغي قطع رأسي ،
ليقال همام جليل الثواب .
لكنني أنا الغول أبذل شكلي
معجز وجهي معشر الطلاب.
أنا المقيم في كل نفس ،
الغامض ، السحري الضبابي .
منذ القديم إخترت خرافتي ،
وظَلَّلَ الوَهْمُ نِسْبِيَّ انتسابي .
ولازال في الغابات مد تربصي ،
للغافلين أجريت أسبابي .
وكم لاقيت في الغاب زهادا ،
فرجعت أجري على أعقابي .
فليس على الصالحين لي سلطة ،
الجهل معبدي ومحرابي .
⚓🚩✏محمد سعيد المقدم المجاهد.
فمال من خوف إلى أعتابي .
فقلت : لما دنا من حضرتي
من أين جئت يا غض الإهاب ؟
فقال تغريه حسن طلتي أنا من
قرية حلم فوق السحاب .
فتبسمت وقلت أتهزأ بي ؟
قال معاذ الله هو صدق جوابي .
من بلدة علوية المغاني ،
و كل الكواكب في حال انجذاب .
فقلت : إقترب يأويك بيتي ،
شهي طعامي لذيذ شرابي .
فقال : الجوع أهون عندي ،
لك لمعة أومضت، على الناب .
قلت : إطمئن ولاتخف فإني ،
أبدا لا أخون عهود الصحاب .
الضيف سعادتي ، و سؤل روحي،
العابرون أهلي وأحبابي .
فهلم أزرعك بين وسائدي ،
وردة ألبسك من رقيق ثيابي .
وأفرغك في حمام عطري ،
فجميل الحكايا في كتابي .
وأعطيك الهدايا أنجم سعد ،
هي في درجي في جرابي .
نغم حلوى أغنيات الليالي ،
بحلاها كم سلبت صوابي .
فقال الغر وقد أقنعته ، بتغزلي
وأغراه مني لطف ترحابي..
هي ليلة واحدة ثم أمضي ،
فغدا إلى أهلي يكون إيابي .
فقلت وقد دنا أوان صيدي
وسح من فرحتي سم لعابي .
قد أكرمتني لما رضيت بي،
ورفعت للأكرمين الغر انتسابي .
فهم بالذخول إلى مضجعي ،
فكاد يفضحني فرح الذئاب..
فتردد قبل الدخول لحظة ،
فخفت علي من غضبة الحطاب،
أن يستل الفأس بلا رحمة ،
ويقوض مكري جامح التغابي .
ويحط قدري فيكشف سغبي ،
ويحقر بؤسي به واغترابي .
أنا المحروم طول عمري زادي ،
مايفضل من جيفة الدواب .
جليس الضباع أنا ورفقتي ،
وسخي بين جيوش الذباب .
والآن هذا نصيبي تبسم لي
كالجبن في شدقي غراب .
فقلت له : إما أن تصدقني ،
فإني وفي الطباع مثل الكلاب .
وإما أن تغادرني وتصطلي ،
قر الليل وتنسى بين الشعاب .
فقال : ماعندي دونك حيلة ،
وتخطى راضيا دفة الباب .
فقال لما رأى فراغ بيتي ،
وقلبي وتفاهة الكاذب الكذاب
عليك اللعنة قد غررت بي ،
بمعسول الإغواء و الترحاب .
فقلت وقد أوصدت بابي..
ونشوة في دمي كالخمر المذاب
في عروقي في فؤادي ،
رغبة كالجمر في دموعي و أعصابي .
في روحي شهوة جد حمقاء ،
فيك ياكأسا طاب انسكابي .
فإما أن تلين وتكون لي ،
كزهر الربيع في حضن الروابي .
وإلا افترستك من لهفتي ،
فلذة اللحم في وحشي اغتصابي .
فكم توسلني وكم وكم ،
صد مخالبي عند دنوي واقترابي .
فلم أدعه حتى ارتويت من
جيده البض الطري المتصابي .
فأن قليلا تحت ثقل ضراوتي ،
ثم نام وديعا بين أنيابي .
فباح بأنفاس من شهد روحه ،
وأذعن حلوا لصوت الغياب .
أنا المجنون بالفتك ما أجملني ،
وكل دماء الغزلان أنخابي .
كازانوفا طفل عند مأدبتي ،
وسالومي كم قبلت ترابي .
فكل نبيل يبتغي قطع رأسي ،
ليقال همام جليل الثواب .
لكنني أنا الغول أبذل شكلي
معجز وجهي معشر الطلاب.
أنا المقيم في كل نفس ،
الغامض ، السحري الضبابي .
منذ القديم إخترت خرافتي ،
وظَلَّلَ الوَهْمُ نِسْبِيَّ انتسابي .
ولازال في الغابات مد تربصي ،
للغافلين أجريت أسبابي .
وكم لاقيت في الغاب زهادا ،
فرجعت أجري على أعقابي .
فليس على الصالحين لي سلطة ،
الجهل معبدي ومحرابي .
⚓🚩✏محمد سعيد المقدم المجاهد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق