الاثنين، 18 ديسمبر 2017

رحلة نهر... بقلم الشاعر عادل المنصور

---- رحلة نهر ----

هدير مياه النهر.
لازال قويا، كسالف الأيام.
و الأغصان اليابسة المنكسرة.                  
تسبح فيه، طويلا.
لعلها تجد في طريقها الغامض.
جذورها الأصلية.

حتى الورود المنتهكة.
و أموات الطيور.
و بقايا الذكريات.
آثرت الرحيل، بعيدا.

كروح مثقلة، هذا النهر.
محملة بالألم.
و عذابات النفس.
مكرهة على المضي.

مرغمة، على شق المجهول.
حين تغيب الشمس.
و تتكسر طبقات الجليد.
حال لسانها يصرخ.
بحثا عن الأمان و الدفىء.

هل يبلغ النهر مصبه، قريبا ؟
هل يتوقف يوما ؟
ليرتاح من هذا الزخم.
يذوب في أول بحر.

هل سيقدر، على النسيان ؟
مهترئة كل روح، تبدو قوية.
تعلوها قروح الحسرة.
حتى الأمل.
أضحى ورما مميتا.

صعبة تلك الصفحات.
مستعصية على القراءة.
رغم وضوحها، كالشمس.
حاضرة في كل الأزمنة.
و لو قلبت من زمن طويل.

فهل تكفي الطهارة ؟
هل يداوي الندم، كل الجراح ؟
هل يسكت الصراخ، و الأنين ؟
و يعيد إليك ذاك الخواء.
الذي ما كان يجب، أن يمتلىء.

نادر هذا النهر، كالحب.
صامت كئيب، كأطلال القلب.
يغترف من الأرض و السماء.
لعله يهدأ...
عبثا، لازال الهدير صاخبا.
قويا، كما كان.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق