اشتياق
ولما جفت بهجرانك جداول قلبي
ألقيت بروحي في جنة الله
ورحت أعاتب جلمود الصخر قائلا:
كان بودك أن تتوقف ولو قليلا لكن
السيل ورطك في تفسير
فكرة الجريان...
فقال جلمود الصخر:
عندما حطني السيل من عل
لم يحفل بخطر سقوطي أحد
سوى أمرؤ القيس
ورحت أعاتب قابيل وأسأله
هل يقتل الأخ أخاه؟
أجابني دون أن يلتفت:
الأخوة ساعة بعقرب واحدة
تلدغ كل من يسأل: أين ثروة الإرث؟
كتمت السر ومشيت شاحب الوجه
كشارع مهجور ملأته الريح
برسائل الحب الضائعة
وجرائد الأمس البالية
لمحت عمود إنارة
يقف على حافة الرصيف وقفة جندي
متأهبا للعدو
فقلت مساء النور يا عمود الإنارة
أراك اليوم وقد فقأ اللصوص عينيك
تستريح من رسم ظلال المارة العابرين
في المساءات الكئيبة
فقال: كنت أحاول التمرد على الظلام
فانطفأت مصابيحي
ذهبت أشكو للشمعة حزني وصبابتي
فاحمر لهيبها خجلا وتورم
قلت: لم أنت ضعيفة أيتها الشمعة هكذا؟
فقالت: لأني أطعمت لحمي لظلام ناكر للجميل...
ضمدت جراحي وقصدت هدهد سليمان لأسلم
فقلت : أراك نشيطا ومبتسما يا هدهد سليمان؟
فقال : نعم، فبلقيس مدحتني قائلة: زقزقتك منقارُ نهدٍ يتأهَّب
للقُبل تحت جذع نخلة حالمة...
وقال أيضا: إلى أين أنت ذاهب أيها الشاعرالكئيب؟
فقلت: لأركب سفينة نوح هربا من طوفان الأسعار...
وخوفا على قلبي من الدهس خبأته في عش الهدهد،
لكنه أهداه لبلقيس على طبق من ذهب
فأخذت الطبق وتركت قلبي على قارعة الطريق
قلت:أتحب بلقيس أيها الهدهد؟
قال:نعم، لأنها تسوق عواطفي لقلبها
كما يسوق السائس الخيول للغدير بعد الظمأ
حمادة محمد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق