الحلم المتجدد
رغم أنها ليست بنزلي أو منزلي؛ لكنها تبقى مدى الأفاق حلمي المتجدد ، يشدني إليها الحنين بخيوط حانية من قطرات الندى على ورود الصباح. الحنين يسوقني إليها و يبعث في قلبي أجمل الأحاسيس و أرقى المشاعر و زيارتي إليها ليست كزيارة باقي البشر.
عندما تنازعني نفسي إليها أشد الرحال و أرتحل حتى و إن كان ⛵⛵⛵ الوقت ساعات السحر.
في حضنها أشعر أنني المالك ؛ أملك كل شيء. أملك السماء بنجومها و الليل بحالك ظلامه و 🌙🌙🌙🌙 🌒 القمر هلالا و بدرا و الأرض بجبالها و تلالها و مروجها و وديانها و سواقيها الرقراقة... أستنشقها نسمات عليلة في الصيف و تكون لي غطاء يمدني الدفء و الحنان في الشتاء يغرقني سوادها الحالك في نوم إلى السحر . لحظات الارتشاف عندها مواعيد مقدسة... في الصباح الباكر و عند الظهيرة و عند العصر... تسافر إلي في كل لحظات إرتشافها فتعطرني بمذاق الهيل و زهرات الليمون فيأخذني معها الارتشاف في طاقم قهوة أحمر و قد تزين بورود جميلة بلون الرمان...
لا أحد اليوم ينافسني فيها أو يقترب حتى لحدودها فأنا أحرس مملكتها ليلا و في كل اللحظات و تنام العصافير في حماها آمنة مطمئنة... عندها الاستثناء يصنع لها التميز... و في كل عام و في كل خريف أسافر إلى زقاقها و أحمل علبة من الذهان الأزرق لأجدد طلاء الباب الأزرق و أجدد المزهريات المعلقة و أقطف العنب و أجلس على عتبة الباب الأزرق أعرف أنها لن تأتي حورية البحر... و يا للعجب رأيتها اليوم قابعة خلف ركن بيت في وسط الزقاق مختبئة... أعرف أن حوريات البحر لا تأمن البشر.
وجدتها صاحية تنتظرني إلى وقت السحر لتسلمني مفاتيح خزان أسرارها و أسرار مدينتها التي ما عشقتها يوما فقط لها منها الوحدة و الغربة و الضجر
بقلمي
الأستاذ عبد الحكيم فارح
الجزائر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق