*مواض وأرقام...
نحن في هذه الدنيا ضيوف
ومواض وأرقام...
فانية لا تعرف معنى الدوام
أطياف وأجرام نحيا في الدنيا نيام...
ووجود لايبق منه غير ذكرى و كلام
و أنا واهم كغيري و طريقي
قد حف ببحور أوهام وأحلام...
نحو مرج كان يستهويني فيه الحمام
و لحظات من أنس الليالي
وغرتني أماني وأحلام...
سرق العمر مني فكبرت
والتجاعيد في جهي الطفولي تتلوى
رسمت رحلة السفر الطويل...
وبياض الشعر وتقلب دهري وسفري
أنس ولقاء وفراق فوداع...
وقطار العمر دوما ماض فينا للأمام
تاركا خلفه مواض وأرقام...
وأيامنا في الدنيا تضيع
تاهت خلف الأماني الواهيات
كخداع لسراب البيد
وشعاع من نور بديع
كاذب نحو نبع وهجير وصقيع
ونحو مرج من أوهام...
وسيرنا في الدنيا كوحوش ضاريات
كقطيع في الدنيا يضيع...
تائه خلف الهواتف من سماء
أمطرت وهما على عام رتيب
ككل فصل وكل عام...
لا مصيف ولا شتاء
لا خريف ولا ربيع....
الكل يمضي للفناء...
ولن يبقى غير اضغاث الكلام..
ومواض راحلات وأرقام
وأنا كما غيري انخدعت
باحثا عن نفسي في كأس المدام
ومدى الإشباع في أنس الليالي
لاهثا في غير عقل و لا سؤال
ناسيا حتم المصير والمآل
نافخا جسمي النحيل
سالبًا روحِي التّماهي
عابثا حتى نهايات المقام...
كلما قلبت وجهي في وجوه كوجوهي
قلت إني مثلهم شكل عبيد
أتلهّى بحروف كاذبات
وأماني واهيات
وكؤوس مسكرات للمدام
ودروب ضيعتني وأخرستني
منعت عني الحراك والكلام...
نحو صمت الدار أستبكي السمر
بحثت في عتم الأركان...
أسأل الجدران حتى عن رد السلام
وزمانا قد خذلني لما سرق الأحبة
حينما أرخى دونهم هذا اللثام...
نحو مرج القمح أستبكي الحصاد
وليال مقمرات مؤنسات وسهاد
هربت عني وولت...
لم أعد أراها حتى في ضغث المنام
لم يرمنا الأنس في ضوء القمر
هربت منا الطفولة فكبرنا
ما الثريا ببريق داعبتنا
حين آلت للسفر...
ما الليالي سامرتنا
ذات ليل قروي هادىء
ما عروس غازلتنا وأغرتنا
فهديناها الغرام ...
قد كبرناو بلونا وكسدنا
ورحلنا كرحيل للغمام...
نحن في سوق الرقيق متاع
راحل لا يعرف معنى الدوام
سقط رهط وأضغاث من منام
ومواض وأرقام...
-سميربن التبريزي الحفصاوي-تونس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق