أحلام في قفص الاتهام......
وقفتُ أمام محكمة القدر، مكبّل بقيود الواقع، وأحلامي بجواري، متهم بجرأة التمني في زمن الخيبات. نظر القاضي إليّ بعين باردة وسأل: "كيف تجرؤ على الحلم في عالمٍ لا يعترف إلا بالممكن؟!"
نظرتُ حولي، فوجدتُ أحلامي تتلوى تحت سياط الشكوك، تتنفس بصعوبة تحت وطأة الخذلان، وتقاوم بصمتٍ كل التهم الموجهة إليها:
أنت خيالي!
أنت مستحيل!
أنت محض وهمٍ لا مكان له في واقع البشر!
صرختُ بكل ما في روحي من يقين: "وهل الحياة إلا حلمٌ في رحلة الواقع؟! هل العظماء وصلوا إلا لأنهم حلموا رغم سخرية العالم؟! هل النور وُلد إلا من ظلمة الشك؟!"
لكن القاضي لم يسمع، والمحكمة أغلقت أبوابها. صدر الحكم: الأحلام ممنوعة من الحرية، مسجونة خلف قضبان الخوف والتردد.
خرجتُ من القاعة، لكنني لن أنحني . حملتُ أحلامي الجريحة ومضيتُ بها، فأنا أعلم أنني سأجد يومًا نافذةً للهروب…
فالأحلام الحقيقية لا تموت، حتى لو سُجنت في قفص الاتهام!
بقلمي: الكاتب و الأديب شتوح عثمان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق