جراح الحب
قديسة تنام.. على الحصير
كوردة جميلة.. مدفونة.. بين ركام الملح
متوسدةً.. دموعها
تلعب بمشاعرها.. ظنون الماضي
تبحث.. عن تفاصيل حبيبها
هناك كان.. أول اللقاءات
كانت تمر الأيام.. وهي تنتظره
كغصن.. يبحث عن الماء
ليس هناك.. ما يشفي صبرها
أوجاع الإنتظار.. كمخاضها.. وهي حبلى
بالطّيف.. المسافر
لا أحد يسألها !؟
أين تلك البسمة.. الغائبة في بحيرة التّيه
أين وشاح الليل... الذي كان يؤنسها
ما زالت أناشيد.. الألم تتوضأ
من حنجرتها.. الماسية
كأجمل أغنية.. تعانق أحزانها
تقول: في نفسها.. هل صار الزمن قواد النّسيان؟
يعبث بمشاعر هكذا
هل مازلتُ.. منقوشة.. على جدران قلبيه؟
أم نسيَ.. أني كنت حبيبته؟
قديسة تبكي.. بحرقة عن حبيبها
إنها ترنو.. إلى أزقةِ الغيم
بقلبها... المجروح
تشتكي.. إلى تفاصيل السّماء
غيابا.. طال عمره
سأشرب.. مرة أخرى.. قنينة الحزن
و أتوسّد.. مرة أخرى.. دموعي الحرقة
إنّها سقطت.. عن عرش كبريائها
على شوك.. الحصير
يلعق العذاب.. ستائر قلبها
يأخذها.. إلى غرفته ضيفةً
يفتح لها.. صدره ليعانقها
كطفلة ضاعت.. من حضن أمها
يحملها.. جناح الشّوق
وكأنها لأول مرة.. تشعر بالانتظار
وكأنها لأول مرة.. تنام على حصير
تصرخ في وجهها... حواسها
الميتة.. غابت عنها.. كل ملامح الممرات
التي كانت.. تعرفها
كأنها خرجت.. الآن من فرج الدنيا
لم يعد هناك.. ما تحن إليه.. غير حصرها
وبقايا.. من ذكرياتها!
ادريس الصغير الجزائر
السبت 26 فيفري 2021 م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق