( عمرك بالدنيا غير عمرك بالآخرة )
بقلم : إبراهيم محمد قويدر
**********************
يقول شوقي :
دقات قلب المرء قائلة له .. إن الحياة دقائق وثوان
فارفع لنفسك بعد موتك ذكرها .. فالذكر للإنسان عمر ثان
وكم من أناس جاءوا لهذه الدنيا وخرجوا منها صفر اليدين
لم يقدموا نفعا للبشرية بل كرسوا حياتهم لخدمة شهواتهم
ورغباتهم يأكلون ويشربون كما تأكل الأنعام ويتمتعون بالملذات والنعيم الزائل .
وعمر الإنسان يقاس بمدى ما يقدمه الإنسان من خير ونفع للبشرية .
قد نعاني شظف العيش وضيق الحياة فنكد ونعمل من أجل كسب اللقمة الحلال فإذا وضعنا رؤوسنا لننام جاءنا النوم
بالراحة والأحلام بأننا ننعم بالراحة في الجنة فنتنعم بنعيمها
فنصحو على يوم مشرق لنعيد الكرة من جديد وهكذا تدور
الحياة دورتها بحلوها ومرها .
حتى إذا انتقلت إلى حياة البرزخ كان نومك هانئا وعملك
مؤنسا تتنعم بروائح الجنة وعطور ونعيم ومرت عليك السنون كأنها ثوان وتسمع أهلك وهم يدعون لك بالرحمة
فترفع درجات .
والدليل على أن زمن الحياة غير زمن الموت والآخرة قوله تعالى :
( كأنهم يوم يرون ما يوعدون لم يلبثوا إلا ساعة من نهار )
سورة الأحقاف ٣٥
وقوله تعالي :
( أوكالذي مر على قرية وهي خاوية على عروشها قال أني يحيي هذه بعد موتها فأماته الله مائة عام ثم بعثه قال كم
لبثت قال لبثت يوما أو بعض يوم قال بل لبثت مائة عام
فانظر إلى طعامك وشرابك لم يتسنه وانظر إلى حمارك
ولنجعلك آية للناس ... )
قصة العزيز وحماره الواردة في سورة البقرة الآية ٢٥٩
وقيل أن القرية هي بيت المقدس بعد تخريب بختنصر لها .
وورد مثل هذا في القرآن في مواضع كثيرة مما يدل على
أن الزمن في حياة البرزخ مثل عشية أو ضحاها .
والله المستعان وهو ولي التوفيق.
بقلم : إبراهيم محمد قويدر
شاعر وأديب القرية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق