"قاتلتي"
لم يبقَ عندي ما أبوحُ به
كلُّ الياسمينِ بقلبي انتثرَ
ليسَ عندي من أقولُ لهُ
أنكِ كنتِ لي الشمسَ والقمرَ
نضبت منابعُ الغزلِ من لغتي
حتى سألتُ عنكِ القلبَ والبصرَ
لم يبقَ فيها إلا ذاكرتي
أشعلتُها مسكاً كالغيثِ انهمرَ
ذابَ بها الياسمينُ من وَلَهٍ
والعشقُ في ذراتها اختمَرَ
أنى نظرتُ وجدتُ خديكِ
في ثنايا الروحِ قد ظهَرا
فرسمُ وجهِكِ الخلّابِ قد طُبِعَ
كالنقشِ رسماً ماثَلَ الحجرَ
تعجزُ الأيامُ كيفَ تمسحُهُ
وجذرُهُ بالروحِ يشبهُ الشجرَ
بوحُ الهوى أزرى بعاطفتي
فوددتُ أنثرُ فوقَكِ الدُّرَرا
لكنكِ ومني العينُ شاهدةٌ
فاقَ حسنكِ الدُّرَّ والبشرَ
ياظلَّ الروحِ من ذا ينجدُني
فحبكِ حازَ عليَّ واقتدرَ
كلما أردتُ نزعَ شوكتَهُ
غارَ في الأعماقِ وانتشرَ
حتى تشبَّثَ في مُخَيلتي
ماغابَ طيفُكِ فيها كم خَطَرَ
غرقتُ ببحرٍ لاقرارَ لهُ
من الوجدِ قلبي به انفطَرَ
فاضَ الغرامُ حتى ناصيتي
كادَ لا يُبقي مني أويذَرَ
مِن عِشقِ عينيكِ هل يُخَلِّصُني؟
جاحدٌ بالحبِّ كانَ أو كفرَ
من ذا يحاولُ أن يُحررَني؟
من أسرِ عينيكِ خابَ أو ظفرَ
ذلكَ القيدُ كيفُ يُفلِتُني
حديداً لو أنه كانَ انكسرَ
رَبّةَ الحُسنِ الفتانِ قاتلتي
سألتُ عليكِ اللهَ والقدَرَ
د.ابراهيم نجم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق