الثلاثاء، 23 يوليو 2019

انا مدين لك .. بقلم الشاعر محمد أبو رزق

أنا مدين لك
وأنا الذي كنت مصابا بفقر الحُبْ
وداءُ التوحّد ينخر أحشاء القلبْ
جسد ميت وروح أمحلها الجذب
فراغ عاطفي يعربد في الجنب
************
سنوات وأنا على سرير الكآبة
سنوات وأنا في أتون الرّتابة
يتقاذفني الريح كقطرة في سحابة
والوحدة تحجب ذاتي مثل ضبابة
************
أتوسد الفراغ وألتحف الضياع
أبِيت متسكعا وأصبح على أوجاع
غارق في بحر الشرود بلا شراع
مارق من قانون الحب بالإجماع
************
لم أكن أدرك فاقة روحي ولا أَعِيها
أحسب أن حياتي مُسَلّمَة لا شِيَةَ فيها
علّة مزمنة كانت تكتنفني ولا أدريها
عزلة قاتلة في الفراغ كنت أقضيها
************
وإذا الحظ يسفر عن وجهك الصبوح
ويشرق سنا هواك في عمق الروح
وتعيدين الأمل إلى القلب المذبوح
وتخرجيني بوجودك من عالمي الجموح
************
غسلتِ الكثير من مخلّفات أحزاني
زرعت الحياة في جسدي الفاني
سكبت حلاوة الرحيق في أزهار بستاني
فإذا قلبي يشرق بنور الحب والأماني
************
أتخمَني الهوى واغتنيتُ برقّة الهمس
أين أنا اليوم من تعاسة ذاك الأمس
أين عزلة الماضي من روعة هذا الأُنس
لا يقاس انبثاق الأمل بفداحة اليأس
************
كنتِ الحريق لما مضى والرّحيق للآتي
سقيت حدائقي ورويت جذور نباتي
أزلت صقيع عزلتي وأدفأت أوقاتي
أنا مدين لك بأنك جدّدت عمري وحياتي
************
صقلتِ كلماتي بالهمس فأصبحت شعرا
صبغت ظلامي بالأمل فأضحى فجرا
صببت الهوى في عمقي فتحول خمرا
أنا مدين لك بأنك أضفت إلى عمري عمرا
محمد أبورزق 23 / 07 / 2019

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق