الثلاثاء، 29 يوليو 2025

أنا غزة .... بقلم الشاعرة فاطمة الزهراء طهري

 أنا غزَّة...  

حينَ يَنكسِرُ صوتُ الحقيقةِ،  

أُصبِحُ القصيدةَ التي لا تموتُ.  

أنا الدَّمُ النَّازِفُ مِن جُرحِ الخريطةِ،  

أنا النَّخلَةُ التي تَنبُتُ  

في عَتمَةِ الحصارِ.  

أنا اليتيمُ الذي يُنشِدُ الأملَ،  

أنا الأرملةُ التي تُربِّي الوطنَ،  

أنا الشهيدُ الذي يُعلِّمُنا الحياةَ.


فلا تقولوا:  

ماتت غزَّةُ!  

غزَّةُ لا تموتُ،  

غزَّةُ تنامُ قليلًا  

ثم تنهضُ كأنَّها القيامةُ.


أنا غزَّةُ،  

أنقشُ اسمي  

على حجارةِ الدمارِ،  

وأرسمُ وجهَ طفلي  

على شَظايا الزجاجِ.


أنا غزَّةُ،  

دَمعتي سجدةٌ،  

ودمي وُضوءٌ  

على مِحرابِ الوطنِ.


أشربُ القهرَ كالماءِ،  

وأُرضِعُ أطفالي صمودًا،  

حينَ ينامُ العالمُ  

على لحنِ خُذلانٍ قديمٍ.


يُحاصرونني...  

لكنَّهم لا يعلمون  

أنَّ في عيوني بَرقًا،  

وفي قلبي نيازِكَ مِن دُعاءِ.


أنا غزَّةُ،  

حينَ يُقطَعُ عني الضَّوءُ  

أُشعِلُ نجومَ الليلِ،  

وحينَ يَجوعُ الجسدُ  

تُطعِمُهُ كرامتهُ.


أنا غزَّةُ،  

أعيشُ ألفَ موتٍ،  

ثمَّ أنهضُ...  

بصوتِ أمي،  

بصلاةِ جدي،  

بضحكةِ طفلٍ  

تُولدُ مِن تحتِ الأنقاضِ.


اسمي غزَّةُ،  

أطفالي يُبادون،  

رائحةُ المساءِ تذوبُ،  

الترابُ يُغطي أجسادَهُم،  

والسماءُ تصرخُ،  

والقمرُ مذبوحٌ في حضنِ الليلِ،  

الزيتونُ يبكي،  

والأقصى يُصلِّي وحدَهُ في الجراحِ.


أنا غزَّةُ،  

في حضني وُلدتِ القصائدُ من لهبٍ،  

وتعلّمتُ أنَّ الحِبرَ لا يكتُبُ  

إلا بالدَّمِ.


أطفالي لا يحلمونَ،  

أحلامُهم قُصِفَت،  

قُصَّت أجنحةُ الطفولةِ  

بصواريخَ لا تَعرفُ الرَّحمةَ.


ومع ذلك...  

أُغنِّي!  

في الرُّكامِ لحنُ مقاومتي  

وفي الرمادِ بذورُ قيامتي.  

أنا غزَّةُ التي لا تموتُ،  

أنا غزَّةُ  

المُحاصَرةُ بالحبِّ والكرامةِ،  

المُنتصِرةُ على الخُذلانِ.


بقلمي: فاطمة الزهراء طهري. ✨

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق