السبت، 15 فبراير 2025

رهين النكبات .... بقلم الشاعر د. أسامة مصاروه

 الْجزء الخامس عشر من ؤباعيّات

قصيدتي "رهينُ النَّكباتِ" 

351

لا لسْتُ جاهِلًا لِتَخْدَعَني    

تلْكَ الشِّعاراتُ وَتُقْنِعَني

تاريخُهُمْ بالْغَدْرِ كمْ حافِلٌ

والْغَدْرُ هذا لنْ يُزَعْزِعَني

352

أعْرِفُ تحتاجونَ للْفَرَحِ

لكِنَّهُ كالْوَهْمِ والشَّبَحِ

معْ أَنَّني بالْحَقِ أَعْذُرُكُمْ

قلبي أنا ليْسَ بِمُنْشَرِحِ

353

يا ليْتَ هذا الْانْدِفاعَ لِكُمْ

يَعْكِسُ نورَ الْحَقِّ لا ظِلَّكُمْ

أخافُ حقًا مِنْ لَظى خَيْبَةٍ

فكَمْ عميلٍ حاكِمٍ ذَلَّكُمْ

354

حاوَلْتُ أنْ أكونَ ذا أَمَلِ

أُشْغِلُ نفسي بِكَذا عَمَلِ

كُلُّ شُعورٍ كانَ لي مُمْكِنًا

إلّا سلامَ الْقَلْبِ بالْمُجْمَلِ

355

فِعْلَا أُريدُ أنْ أُصَدِّقَهُمْ

أوْ أتناسى كُرْهَنا حُمْقَهُمْ

وَذُلَّهُمْ هذا الّذي ذَلَّنا

وَهلْ نَسينا فَجْأَةً فُسْقَهُمْ

356

هلْ أسْتَحِقُّ الّلوْمَ يا أُمَّتي

أمْ أنَّني أهْذي مِنَ الْغُمّةِ

وَهلْ أنا فقطْ أَشُكُّ بِهِمْ

أمْ أنَّني أيْضًا بلا ذِمَّةِ

357

قيلَ إذا تُكَرِّرُ الْجُمَلا

تُعَلِّمُ الْحِمارَ والْجملا

أعْجَبُ مِنْ أَنْظِمَةِ الْعَرَبِ

وَمِنْ شُعوبٍ رَاَّستْ غَنَما

358

كيفَ لكُمْ يا ناسُ أنْ تَثِقوا

بما يقولونَ وقدْ فسَقوا

بالطَّبْعِ شاهَدوا مجازِرَهُ

فَهلْ بِشَجْبٍ وَيْلَهُمْ نَطقوا

359

مِمَّنْ يخافونَ أَمِنْ رَبِّهِمْ

يا هلْ تُرى أمْ مِنْ بَني شَعْبِهِمْ

كْمْ مرّةً نُلْسَعُ مِنْ جُحْرِهِمْ

حتى نَعي لا خَيْرَ في شَجْبِهِمْ

361

لا خيْرَ فيهِمْ كُلُّهُمْ نَجِسُ

وَلَمْ يزَلْ خالِقُنا يطْمِسُ

على قُلُوبِهِمْ كذا سِمْعِهِمْ

حتى الْعُيونُ ذُلَّهُمْ تعْكِسُ

362

أيْنَ الكرامةُ الَّتي دُرِّسَتْ

وَعُلِّمَتْ لنا لقدْ دُعِسَتْ

بِعَنْجَهِيَّةٍ بِأَقْدامِهمْ

وَكيْ يراها الْكُلُّ ما رُمِسَتْ

363

يا مُتَسَوِّلينَ عِنْدَ الْعدى

جاوَزَ ذُلُّكُمْ حُدودَ الْمَدى

اَقَدْ أَهانَ الْقوْمَ إِذلالُكُمْ

سوفَ تَنالُكُمْ سِهامُ الرَّدى

364

قلوبُكُمْ مَمَّ تُرى صُنِعَتْ

أفْواهُكُمْ مِمَّ كَذا أُرِضِعَتْ

يَبْدو بلا روحٍ فَصيلَتُكُمْ

لَعَلَّها مِنْ دِمْنَةٍ جُمِعَتْ

365

قدْ حَطَّمَتْ قلْبِيَ ذِلَّتُكُمْ 

فَهَلْ بقاؤُكمْ فَقطْ عِلَّتُكُم

لمَ الْهوانُ المُذِلُّ وَيْلَكُمْ

ماذا جَنَتْ باللّهِ مِلَّتُكُمْ

366

مَنْ قالَ إنَّ الْفَقْرَ مَنْقَصَةُ

ما ذَلَّتِ الْكريمُ مخْمَصَةُ

إنَّ الفَقيرَ مَنْ بلا شَرَفٍ

لَهَ النِّفاياتُ مُخَصَّصَة

367

حتى وَإنْ كانتْ مِنَ الذَّهَبِ

عُروشُهُمْ والْلِبْسُ مِنْ قَصَبِ

مصيرُكُمْ حُثالَةَ الْعَرَبِ

مصيرُ مَنْ كانَ أبي لَهَبِ 

368

تاريخُ أُمَّتي سَيَلْعَنُكُمْ

والنارُ يومَ الْحَشْرِ موْطِنُكُمْ

لَعلَّكُمْ لا تَأْبَهونَ بِها

إذِ الْقُصورُ الْيَوْمَ مَسْكَنُكُمْ

369

قُلوبُكُمْ قُدَّتْ مِنَ الْحَجَرِ

أَتى بِها الرَّحمنُ مِنْ صَقَرِ

وَها هوَ الشَّيْطانُ يَجْعَلُكُمْ

مَسْخَرَةً في الْبَدْوِ والحَضَرِ

370

وُجودُكُمْ عارٌ لَكُمْ قَبْلَنا

أَلا تَحِسُّونَ بِهِ مِثْلَنا

تبًا لِإِبْليسَ وَأَتْباعِهِ

يا مَنْ أَهَنْتُمْ وَيْلَكُمْ أَصْلَنا

371

حتى حِمارُنا شكا بَخْتَهُ

إذْ كُلُّنا لمْ نُحْسِنَنْ نَعْتَهُ

يقولُ هل يوْمًا أساء لنا

وهَلْ سُدًى يومًا قضى وَقْتًهُ

372

ثُمَّ أَضافَ هلْ غَدَرْتُ بِكُمْ

أوْ بِبَنيكُمْ أوْ بَني شَعْبِكُمْ

وَمَنْ إِلى الشَّمالِ يَرْكَبُني

وها أنا ماشٍ على دَرْبِكُمْ

373

قُلْ إذًا مَنِ الخَؤونُ هُنا

مَنْ باعَكُمْ وَخانَكُمْ أمْ أنا

وَهلْ أنا مَنْ مِنْ جماجِمِكُمْ

وَفَوْقَكُمْ قُصورَهُ قدْ بنى

374

أَجُرُّ خَلْفي حِمْلَ عَوْدَتِكُمْ

رُغْمَ خنا أبْناءِ جِلْدَتِكُمْ

مُلوكُكُمْ حُكّامُكُمْ تَبًا لَهمْ

يا ويْلَهُمْ مِنْ هوْلِ رَقْدَتِهِمْ

375

هلْ كُنْتُ عبْدًا كَحُكّامِكُمْ

الْجُبناءِ مثْلَ أغْنامِكُمْ

هلْ رَمَشَتْ عَيْنايَ مِنْ حرَجٍ

أَوِ ارْتِباكٍ طوبى لِأَنعامِكُمْ 

د. أسامه مصاروه

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق