*مشتاق...
مشتاق الى ريح وطن...
الى حبة رمل في الصحاري
وديار لفها النسيان وبراري
اعجاز نخل تحت داري
وبقايا أمست من القحط
حطاما و خشب...
ومض نور من بعاد وقرى
خاويات على عروش
زاد مقتي للحضارة والمدن...
مشتاق إلى ريح وطن...
مشتاق لمواسم جني ...
رعي ونباح وثغاء..
و صهيل وغدير ونقيق...
وقلات في الطريق...
تين شوك و دمان ومضيق
ونهيق وشهيق لحماري...
وجدار وبحار وصواري
وميناء وشراع وسفن...
مشتاق الى ريح الوطن...
عند حضن أمي في ليال الأنس
في حقولي وضياعي
ودروب ونوادي قد ألفت
وعهود من صبى الأمس الجميل
لي عبق و جنات عدن...
عند أمس أمسى للتداعي
للخلاء والسكون والقفار...
في هجير الصيف زاد شوقي
ورياح للسموم لفح نار...
ونسيم الفجر وحنين
وخريف مورق بالحنين والصفار...
ذات عود للمدارس وطريق
لطفولتي زمن طفولة..
كم أنا مشتاق وكم أحن...
في طريق الخيل عود للقطيع...
في اعتمال الليل والصقيع
وانبلاج الفجر...
على تيك الروابي والدمن
زاد شوقي من دموعي
نبض قلبي للدروب ورجوعي
قلبيا المضنى وٱشتياقي
زلزل مني نبضي و ضلوعي
و اغترابي وحنيني
أينع فيا الحزن والشجن...
مشتاق الى ريح وطن...
لسنابل خاضعات للحصاد
وليال من قرانا
حين آلت للبعاد
ونجوم طرزت صحو السما
وعيون حالمات آمنات للسهاد
شدو راع قد أتانا من بلاد
ونواح ورياح وبراح...
وهديل لحمام وسلام...
في ربيع الأمس زهر قد ذبل
فيه نجم الحلم غاب عنا و أفل
حين كان يمطر فينا الغمام
يورق الزيتون منا غض بالسلام
فسكنا حين كنا حتى نمنا...
نوم سرب ذات ليل حين بات
جوف واد قد أمن...
مشتاق الى ريح وطن...
أَنَا الْغريب في زمن التعاسه
أَنَا القتيل بسيف الحداثه
أَنَا الْنواح عنوان الْحَزَانَى
أَنَا الطعين والدَّفِينُ
دون غسل أو كَفَنْ...
كُلَّ عَامٍ عِنْدَمَا تأْتِي الطَّيْرِ أسراب
ينعق فينا البوم و الغراب
ليزيد فينا الوحشة والإغتراب
تُسَائِلُني أفواج السَّحَاب ...
وأديم الأرض والتراب
يا غريب الدهر... من تكون...؟
وهَذِهِ الْأَرْضُ لِمَنْ ..؟
فَأَجيب مُنْتَفِضًا فِي سلالة طيني
هَذِهِ الْأَرْضُ أنا...
هذه الأرض إسمي و عناويني
هذه الأرض أمي والوطن
رغم أني فيها مغترب
نبضي من عمق ثراها ...
والأديم شراييني...ونبت منها
قَبْلَ مِيلَادِ الزَّمَنْ...
وبرغم النائبات والمحن
سأعيش الدهر وفيا لبلادي
مشتاقا لحبة تراب منها
وإلى ريح من نفح وطن.....
-سميربن التبريزي الحفصاوي-تونس🇹🇳
((بقلمي))✏️