الاثنين، 25 نوفمبر 2024

بني صاف ... بقلم الشاعر عبد الحكيم فارح

 بني صاف

 ظلام يزين المكان و يعيدني لطفولتي و أيام أمي و أبي و جدتي.

 كان علي اليوم أن أسافر إلى مدينة جميلة العينين

مدينة أجمل من القمر

مدينة أهداها إلي القدر

مدينة أهدتني ذات يوم وشاحين ، وشاح بلون السماء

و و شاح من غاباتها أخضر

مدينة سرقت لون عينيها

يدعى في لغة الألوان

و الجمال الأزرق و الأخضر 

إنه الحجر الكريم الفيروز الأنور

مدينة سرقت بياضها من لون القمر

 و نورها من الشمس أبهر

مدينة سرقت رموشها من مدينة

أخت لها في الجوار أكبر

من تموشنت سرقت حاجبيها 

و سرقت قوامها من الرمشي فكانت في العمر منها أصغر

سرقت عمقها من وهران

و حياءها من تلمسان

فصارت أبهى و أنضر

أحببتها منذ سنين

و كنت أعودها في كل سنة

و حين

و الآن أقاسي البعد

و ألم الحنين 

منعني من الفرار إليها الطبيب

و قال تريث حين يشفى

 قلبك يا حبيب

فأنت لن تقوى الآن على لقاء

فمشاعرك رهيفة فانتظر

مباركة السماء

و حينها ستهديك بني صاف

قهوة كما تحبها مرة بلهاء

كنت أعرف لماذا منعني منها الخلان الثلاثة قبل الرحيل

كانوا يخافون من الإقصاء

و من جمالها و البهاء

و يعرفون أنها ستنفرد بي من الصباح إلى وقت الأصيل 

تحية لكل الأبوسيين المجتمعين الآن ببني صاف

و تحية لكل الأصدقاء

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق