بني صاف
ظلام يزين المكان و يعيدني لطفولتي و أيام أمي و أبي و جدتي.
كان علي اليوم أن أسافر إلى مدينة جميلة العينين
مدينة أجمل من القمر
مدينة أهداها إلي القدر
مدينة أهدتني ذات يوم وشاحين ، وشاح بلون السماء
و و شاح من غاباتها أخضر
مدينة سرقت لون عينيها
يدعى في لغة الألوان
و الجمال الأزرق و الأخضر
إنه الحجر الكريم الفيروز الأنور
مدينة سرقت بياضها من لون القمر
و نورها من الشمس أبهر
مدينة سرقت رموشها من مدينة
أخت لها في الجوار أكبر
من تموشنت سرقت حاجبيها
و سرقت قوامها من الرمشي فكانت في العمر منها أصغر
سرقت عمقها من وهران
و حياءها من تلمسان
فصارت أبهى و أنضر
أحببتها منذ سنين
و كنت أعودها في كل سنة
و حين
و الآن أقاسي البعد
و ألم الحنين
منعني من الفرار إليها الطبيب
و قال تريث حين يشفى
قلبك يا حبيب
فأنت لن تقوى الآن على لقاء
فمشاعرك رهيفة فانتظر
مباركة السماء
و حينها ستهديك بني صاف
قهوة كما تحبها مرة بلهاء
كنت أعرف لماذا منعني منها الخلان الثلاثة قبل الرحيل
كانوا يخافون من الإقصاء
و من جمالها و البهاء
و يعرفون أنها ستنفرد بي من الصباح إلى وقت الأصيل
تحية لكل الأبوسيين المجتمعين الآن ببني صاف
و تحية لكل الأصدقاء
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق